IMLebanon

هذا الأسبوع أو الذي يليه

 

لا توحي مواقف أركان السلطة بأي رغبة في قيام حكومة جديدة، وهم بعد شهرين من انتهاء الانتخابات النيابية وإلزامية قيام مثل هذه الحكومة يتصرفون وكأنها ليست ضرورية، لا بالمعنى الدستوري ولا استجابة لحاجة البلد الملحّة الى سلطةٍ تنفيذية تنصرف الى معالجة كوارثه.

ويزيد الطين بلة ليس لأن ولاية رئيس الجمهورية في نهاياتها، فهذه مسألة تحصل طبيعياً كل ست سنوات، بل لأن عدم الإهتمام بقيام حكومة طبيعية يترافق مع إشاعات عن التمديد في أشكال مختلفة منها القول أنه لا يجوز الفراغ في المرفق العام، واشاعات عن ضرورة حسم اسم الرئيس الوحيد قبل نهاية الولاية ضمن صفقة تشمل رئيس الحكومة والحكومة كلها، وهذا سيكون مسماراً أخيراً في نعش التجربة «الديمقراطية» المتعثرة التي يعرفها لبنان منذ قيام جمهوريته.

الاشارات الى عدم الاهتمام والى ترحيل الكوارث تنضح بها مواقف اركان السلطة، نعني بهم الممسكين بها حقاً. وفي تحليلات محطات التلفزة التابعة لهؤلاء (مساء الثلثاء نموذجاً) يتبين ان الحكومة وتشكيلها في آخر سلّم الاهتمامات، وأن حضورها الخبري إنما يرِد من باب تحميل المسؤولية للآخرين، أو من باب رفع العتب لئلا يتهم المتحدث بالنسيان.

كانت اجازة الأضحى قد انتهت، وهي ليست عذراً للامتناع عن بت الأمور، لكن جديداً لم يصدر عن أفران الطبخة الحكومية. التحقت تلك الأفران بمثيلاتها من افران الخبز المقنن والطحين المهرب، وسط تهافت المواطنين على ربطة لا يجدونها مثلها مثل الربطة – التشكيلة الحكومية.

التلفزيون المحسوب على الرئيس نبيه بري، يختصر الصورة بأن «الإجازة السياسية لا تزال قائمة ومفاعيلها تضرب على نحو خاص ملف التأليف الحكومي، وأبرز تجليات هذا الشلل يُعثر عليه في شبه القطيعة القائمة بين طرفي التأليف الرئيسي».

هذه القطيعة حسب الوصف الحيادي لمحطة رئيس المجلس ليست مشكلة ولا هي من اهتمامات إعلام فخامة الرئيس. اهتمامات محطة فخامته ترجمتها في سيلٍ من الاسئلة الموجهة ضمناً الى دولة الرئيس بري ومجلسه النيابي ولا استذكار في معرض المساواة لدولة المكلّف.

يسأل إعلام فخامته والبلد ينتظر اخبار الحكومة: ما الذي ينتظره النواب كي يباشروا في عملية الإنقاذ كما تعهدوا… وماذا ينتظرون كي يبدأ البحث في الاستراتيجية الدفاعية بعدما طبّلوا وزمّروا لسحب سلاح «حزب الله» قبل الانتخابات، وحتى يقروا خطة التعافي المالي والموازنة والكابيتال كونترول واعادة هيكلة المصارف والسرية المصرفية…»

هذا ما تسأل عنه أوساط فخامته حاسمة أنه «ممكن التحقيق من دون الحاجة الى حكومة أصيلة، فالتشكيل قد يطول أو يطير»! لتصل الى بيت القصيد فتطالب الراغبين بالترشح الى الانتخابات الرئاسية ان يعلنوا ترشيحهم وبرامجهم!

لا حكومة في جدول اهتمامات محطة فخامته، أما في جدول اهتمامات محطة حليفه الاول «حزب الله» فالأولوية لحديث «سيّد المقاومة عند الثامنة و35 دقيقة (أمس) بالوقائع لا بالتحليلات».

سينتظر القوم الوقائع والتحليلات ويسيرون في هديها كما فعلوا في السابق، ومعهم الرئيس المكلف، الذي لم يجد الى جانبه في معركة محطات احزاب السلطة الا تلفزيون لبنان الذي نقل عن «اوساط سياسية قريبة منه أنه سيلتقي عون هذا الاسبوع!».