IMLebanon

إسلاموفوبيا جديدة تجتاح الغرب

مشاهد الشنق والرجم التي تصدرها منطقتنا الى العالم تلقى أصداء واسعة. فنون التعذيب والتنكيل والسبي التي تتباهى بها “الدولة الاسلامية” تحشد مناصرين بالعشرات وربما بالمئات حول العالم. من نيويورك الى أوستراليا مروراً بالقارات الثلاث والمحيطات السائلة وربما المتجمّدة، صارت الراية السوداء أشهر من نار على علم. لكنّ هذا الصيت الذي أكسب “داعش” مناصرين من كل الالوان والاشكال، بات يرخي بثقله على الاسلام عموماً.المانيا التي تعد ثاني أكبر بلد يقصده المهاجرون من أنحاء العالم تشهد تنامياً سريعاً لتيار معاداة المسلمين.مواطنون من كل التوجهات السياسية يخرجون في تظاهرات جنبا الى جنب مع يمينيين متطرفين لمواجهة ما يعتبرونه أسلمة الغرب. فهل انتهى عهد المانيا المنفتحة على الاجانب؟ وهل تعود موجة الرهاب من المهاجرين التي شهدتها البلاد في التسعينات من القرن الماضي وأحرق خلالها مأوى للمهاجرين؟.

تتنوع احتجاجات “الاوروبيين الوطنيين”. يرفع هؤلاء شعارات ملتبسة تعكس استياء اجتماعيا ومخاوف من أسلمة المجتمع وفرض الحجاب ، فيما يناور المنظمون بمهارة على المخاوف من تنظيمات متشددة لـ”القاعدة” و”الدولة الاسلامية”.

ليست هذه المشاعر وقفا على المانيا وحدها. ففرنسا التي تضم كبرى الجاليات المسلمة في اوروبا، شهدت اقبالاً استثنائيا على كتاب الصحافي اريك زيمور “الانتحار الفرنسي” الذي يتناول شعور الفرنسيين بالإحباط ازاء أوضاع بلادهم “بحجة وجود شعب في قلب شعب آخر”. وفي حديث اذاعي احدث ضجة كبيرة في فرنسا، حذر هذا الصحافي من أن “هذا الوضع سيقودنا الى الفوضى والحرب الاهلية”، معتبرا أن الحل هو ترحيل خمسة ملايين فرنسي مسلم ووضعهم على البواخر وطردهم.

وثمة من سينافس زيمور مطلع السنة الجديدة. فالكاتب الفرنسي الشهير ميشال ويلبيك المعروف اصلا بمواقفه ضد الاسلام، يستعد لاصدار رواية تدور أحداثها سنة 2022 ويتخيل فيها فوز مسلم بالرئاسة الفرنسية على حساب زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، وفرضه تعدد الزوجات وأسلمة البرامج التربوية.

أما بريطانيا التي تعد نحو 2,8 مليوني مسلم والساعية الى منع مواطنيها من الانضمام الى الجهاديين، فأقرت قانوناً ضد الارهاب اعتبرته منظمات حقوقية مسلمة قاسياً ومنحازاً.

وفي كندا، الدولة التي تستقبل المهاجرين من كل أصقاع العالم، قانون أعطى أخيرا الاولوية للاقليات الدينية في سياق درس آلاف طلبات اللجوء لسوريين في السنتين المقبلتين.

تظاهرات وقوانين وكتب مناهضة للمسلمين تغزو الغرب كرد فعل على ممارسات “داعش”. وحدها استثمارات العرب والخليجيين، الشريان الحيوي للتنظيم المتشدد وارتكاباته، تبدو قادرة على خرق هذه الاسلاموفوبيا وكل فوبيا أخرى في الغرب.