IMLebanon

باي.. باي ممانعة

 

 

أبواق المحور من صغار الممانعين مشغول بالهم لأن أحمد الشرع خلع لقب “الجولاني”، ليتحول بسحر ساحر إلى “صلاح الدين” عصره. والأنكى أن الفصائل لم تبادر إلى سبي النساء وذبح الأقليات المسيحية والعلوية والشيعية وهو يكتسح المدن والقرى والبلدات السورية التي احتلها المحور وأذرعه، واعتبروها ملك أهاليهم، فسلبتهم حججهم وأفلستهم.

 

 

وعلى الرغم من ذلك، هم يصرون على استخدام سلاح التهويل. يراهنون على تحريك بؤر إرهاب للمتطرفين من مسلمين سُنَّة، لطالما ساهموا بخلقها وتمويلها وتغذيتها في الربوع اللبنانية، فقط ليبرروا هزيمتهم الطازجة.

 

 

أبواق المحور هؤلاء بلغوا قاع السذاجة والتفاهة وهم يحاولون إقناع الرأي العام أن التطرف السني أخطر من بطش النظام الأسدي وبراميله المتفجرة، وأرحم من ميليشيات إيران وأذرعها التي التزمت أجندة قتل السُنَّة في سوريا وتهجيرهم، وعمدت إلى إتلاف المستندات الرسمية لدوائر الأحوال الشخصية والعقارية بهدف التغيير الديموغرافي الذي أرسوا أسسه.

 

 

يحاولون إقناع العالم الذي يعاني من رهاب “الإسلاموفوبيا”، بأن الداعشية ليست وجهاً آخر لعملة تطرفهم، في حين أن جريمة قتل مهسا أميني لأن حجابها لا يطابق مواصفات الإيمان، لم تقع في موناكو وإنما في جمهورية ولاية الفقيه.

 

 

 

بالطبع، رهانهم خاسر لأن ما يحصل في سوريا يفوق إدراكهم وقدراتهم. هو يصب في صلب المشروع الدولي لترتيب خرائط الإقليم. فتحت له الباب عملية “طوفان الأقصى”، وكأنها كانت الجائزة الكبرى التي مكنت العدو الإسرائيلي، الذي لا يختلف بتطرفه وإرهابه عن أي تطرف، من تنفيذ مخطط دولي لتغيير المشهد في الشرق الأوسط، وإنهاء دور الأذرع الإيرانية، وإضعاف رأس المحور، بعدما تمت الاستفادة منه لتسهيل مشاريع التطبيع.

 

 

 

وقطعاً، تدرك إيران بأن الآتي يفرض عليها تنازلات جوهرية حتى تحفظ وجودها، تجلَّت مع العدوان الإسرائيلي وإبادته الحياة في غزة وفي جنوب لبنان، وها هي تستكمل بتجنبها المواجهة، مع التقدم السريع للفصائل المعارضة الذي يكاد يطيح بالنظام الأسدي.

 

 

 

ولأن الأمر بالأمر يذكر، لا عجب إذا ما تخلت إيران عن بشار الأسد لأن ما قام به نظامه خلال حرب غزة ولبنان لم يكن مسانِداً، ولعل العكس يصح، ما يغير الأولويات ويقلب التحالفات ويفتح الباب واسعاً أمام احتمالات لم تكن في البال.

 

 

 

وإذا أخذنا بالاعتبار أن تركيا وإيران لديهما أهداف توسعية تلتقي أحياناً وتتناقض أحياناً، وهما يجيدان لعبة تقاطع المصالح ويبنيان مقتضيات حوائجهما وفق الظروف والتطورات، وإذا لحظنا أن بشار الأسد ممعن في غرقه بوهم جبروته وقدرة نظامه على قتل واعتقال كل من يعارضه، وحاضر ليخسر معظم الأراضي السورية مقابل الاحتفاظ بدمشق واللاذقية وجوارهما، ليترك للولايات المتحدة ترتيب حصص روسيا، تركيا، إيران وإسرائيل في ظل ترتيبات الخرائط الجديدة.

 

 

حينها يصبح بديهياً تخبط أبواق المحور، وعجزهم عن اللحاق بتطورات تلوح لهم مودعة عصرهم الذهبي.. وباي.. باي ممانعة!!