IMLebanon

تحالفات سياسية جديدة في حال اعتذار الحريري عن التأليف؟؟

 

يسجّل على الساحة الداخلية انتظار مقلق في ظل أكثر من سيناريو إقليمي يجري التداول به نتيجة «الكباش» والغليان في سوريا، على ضوء الأحداث الميدانية الأخيرة، حيث تخوّفت مصادر سياسية مطّلعة، من أن يكون لهذا الأمر انعكاسات على الساحة الداخلية اللبنانية، وفي مقدّمة هذه الإنعكاسات، تأخير تأليف الحكومة، إذ من الطبيعي أن تتأثّر الإصطفافات الداخلية مما هو حاصل في المنطقة، إضافة إلى التجاذبات الدولية على ساحات الصراع الإقليمية. وتشير المصادر، إلى أن الإتجاه يسير نحو قيام تجمّعات وتحالفات سياسية جديدة على الساحة الداخلية مرتبطة بما يجري في المحيط، وذلك وفقاً لمقتضيات المرحلة.

 

وفي هذا السياق، ثمة أجواء عن حديث يدور في الأوساط الدرزية، ويتناول الإعداد لتجمّع سياسي يضم دروز الثامن من آذار، وأن الإتصالات تجري منذ مدة، وقد قطعت شوطاً كبيراً في هذا الإطار، حيث توقّعت المصادر نفسها، أن يعقد اجتماع موسّع في دارة الوزير طلال إرسلان في خلدة من أجل الإعلان عن التحرّكات الجديدة على الساحة الدرزية، وعن الجبهة التي يجري العمل عليها في التعاون مع قوى إقليمية. وأضافت أن العناوين الأساسية التي سترفعها هذه القوى المعارضة للمختارة، هو حقوق الطائفة الدرزية، وكسر الآحادية ومواجهة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، في أكثر من مجال.

 

في المقابل، فإن اصطفافات أخرى يجري العمل عليها، كما كشفت المصادر نفسها، ولكن هذه الإصطفافات تشمل القوى التي كانت تعرف ب14 آذار، وإنما هذه المرة في إطار سياسي مغاير عن قوى 14 آذار، وذلك من أجل مواجهة الفريق المناهض لهم، والذي بدأ يضع شروطه، ويتحكّم بالساحة السياسية على حدّ قول نائب من هذا الفريق.

 

وتوقّعت المصادر، أن تتّضح معالم هذه التموضعات في وقت قريب، وتحديداً بعد معرفة ما سيقدم عليه الرئيس المكلّف سعد الحريري، خصوصاً فيما لو صحّت الأنباء التي تتحدّث عن اعتذاره عن تأليف الحكومة، ذلك أنه سيكون حكماً في صفوف المعارضة، ويصبح بالتالي، متحرّراً من كل الإتفاقات السياسية التي عقدها مع الأطراف الداخلية، وذلك طبعاً، بعيداً عن أية مواجهة.

 

من جهتها، تحدّثت مصادر حزبية في تيار «المستقبل»، عن أن التسوية السياسية التي عقدها التيار، قد أنهكته على المستوى الشعبي، كما على مستويات أخرى، عازية ما جرى مؤخراً من تعيينات في مراكز قيادية، وفي المنسقيات التابعة لـ «لتيار الأزرق»، إنما جاءت في إطار إعادة التفعيل، وفي سياق المحاسبة التي يشرف عليها شخصياً الرئيس الحريري، خصوصاً وأن التعيينات شملت فريقه الخاص.

 

وانطلاقاً مما تقدّم على صعيد الجبهات السياسية الداخلية، فإن المصادر السياسية المطّلعة، توقّعت أن تكون الأيام القليلة المقبلة مفصلية بالنسبة للمفاجآت المرتقبة بعد الإعلان عن فشل المحاولة الجديدة لتأليف الحكومة، في ظل أجواء ضبابية إقليمية ودولية، مما يعيد الساحة اللبنانية من جديد إلى ساحة لتصفية الحسابات بين المحاور الخارجية، وذلك، في ضوء المواقف الفرنسية الأخيرة، والتي شملت عناوين إقتصادية وأمنية وسياسية في آن واحد، وصولاً إلى تجميد أو إلغاء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، بذريعة تأخير تشكيل الحكومة، مع أن الزيارة كانت مقرّرة في منتصف شباط المقبل.