هل دقت ساعة التسوية في سوريا؟ أين يبدأ ما يؤمنه الاتفاق النووي من أجواء جديدة تساهم في تسريع التسويات لقضايا اقليمية حسب الرئيس حسن روحاني وأين ينتهي تجديد المقترحات الايرانية لحل سياسي في سوريا؟ وهل كان الاجتماع الثلاثي في الدوحة بين وزراء الخارجية الأميركي والروسي والسعودي صورة رمزية أم خطوة في مسار يراد له تجاوز التعثر؟
لا أحد يتصور ان جون كيري وسيرغي لافروف التقيا عادل الجبير لمجرد الاعلان انه ليس في سوريا حل عسكري بل سياسي. فهذا ما تردده واشنطن وموسكو وطهران والرياض وبقية عواصم الدول المنخرطة بشكل أو بآخر في حرب سوريا. ولا شيء يوحي ان الدعم الأميركي والروسي لجهود الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا في العمل لتسوية اساسها بيان جنيف-١ يختلف عن دعم جهود كوفي انان ثم الاخضر الابراهيمي والتي قادت الى فشل كبير.
ذلك ان اللعبة في حرب سوريا لا تزال محكومة بالرهانات على حل عسكري يتسارع ويتقدم في مكان ويتراجع في آخر من دون قدرة على الحسم، وبالتحركات البطيئة تحت عنوان الحل السياسي الذي لا موقع له على الأرض. والمعادلة التي عمل الكبار على تكريسها لم تتبدّل: لا حلّ من دون روسيا. لا حلّ من دون أميركا. ولا حلّ، حتى الآن، بالشراكة بين أميركا وروسيا. وأما الجديد، وسط سيطرة داعش على مساحات واسعة من الأرض وتعاظم مخاطر الارهاب، فانه الحديث عن تحالف اقليمي – دولي للحرب على الارهاب.
الرئيس فلاديمير بوتين فاجأ وزير الخارجية السوري وليد المعلم باقتراح تحالف ضد الارهاب نواته دمشق وأنقرة وعمان وطهران، بحيث تحدث الرجل المذهول عن الحاجة الى معجزة كبيرة. والرئيس باراك أوباما قال بعد حديث هاتفي مع بوتين ان هناك فرصة للدخول في حوار جدّي والبحث عن حلّ عبر تحالف يضم الى أميركا روسيا، تركيا، دول مجلس التعاون الخليجي وايران. لكن التقارب في موضوع التحالف يحمل نوعاً من التضارب بين مدرستين: واحدة تعطي الأولوية للحرب على الارهاب قبل أي كلام سياسي. وأخرى يتحمس لها دي ميستورا هي اعتبار الحل السياسي، وبالتالي تأليف هيئة الحكم الانتقالي المحطة الاجبارية أو القاعدة لمحاربة الارهاب.
لا بل ان الرئيس بشار الأسد يضع المعارضين، مع استثناءات محددة، والارهابيين في خانة واحدة يديرها سيّد دولي واحد. وتصوره للحل السياسي هو ان إبعاد الارهاب وضربه هما ما يوصل الى الحوار السياسي الحقيقي والجدّي بين السوريين والسيد الذي يدير الموضوع. وهذه قمة الرهانات على حلّ عسكري.