IMLebanon

ماذا يريد اللبنانيون من السنة الجديدة

 

نجّنا يا رب من كوفيد- 19 وأرجع لنا عزّ المشاوي

 

أيام معدودة ويودع لبنان العام 2020، كأسوأ عام مرّ على تاريخه أقلّه منذ ثلاثة عقود. ودرجت العادة قيام كل فرد بجردة حساب على المستوى الشخصي، واضعاً لائحة بقراراته المنوي اتخاذها في السنة الجديدة وما يخطط له، ويبدو أنّ تمنيات اللبنانيين هذا العام خجولة ومحزنة، فما هي القرارات الاكثر شيوعاً حول العالم؟

 

على مشارف العام ينصرف الجميع الى قراءة أحداث العالم وتطورات الداخل بهدف استخلاص العبر ومواجهة استحقاقات الايام المقبلة. ووفقاً لإحدى الدراسات، فإن ما يناهز الـ80 في المئة ممن اتخذوا بعض القرارات بالنسبة للعام 2020 حول العالم، فشلوا في تحقيق بعض منها على الأقل، وإذا كان هناك أي عذر للفشل، فهو العام 2020 بحد ذاته. وكما في العالم كذلك في لبنان، فإن نظرنا الى تسارع احداث الـ2020، فالسنة الجديدة لا تبشر بفجر واعد في السنة الجديدة، ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن عصر التغيير المستمر أوشك على الانتهاء، ولا سيما مع استمرار انتشار وتجدد فيروس كورونا حول العالم. لبنانياً، شهد العام 2020 مجموعة أحداث أمنية، سياسية، اجتماعية ومعيشية، تركت آثاراً في ذاكرة المواطن اللبناني. فماذا يتمنى اللبنانيون، وماذا عن قراراتهم الجديدة في العام الجديد؟ أحلام كثيرة تشغل بالهم، وهم يودعون عاماً مليئاً بالخضات والازمات، وأمنياتهم تنوعت بين الصعيد الشخصي واخرى على صعيد الوطن، أمّا قراراتهم لعام 2021، فهي خجولة لا بل معدومة، بحجة “نيال لي إلو بكرا بهالبلد”.

 

أمنيات مبكية!

 

نبدأ بجولة الامنيات مع “جدّو شكيب”، 70 عاماً. هو، “مرّ عليه الكثير” وما عاد يتأثر بالأحداث المستجدة، وكل ما يتمناه ألا تسافر حفيدته “يارا”، “غنوجة العائلة”. شكيب يؤمن بعجائب “ختيار عنايا” وهو على ثقة أنّ “مار شربل” لن يترك لبنان أو يتركه… يضيء له شمعة أمل يومياً طالباً منه أن تبقى “حبيبة قلبه” يارا الى جانبه في العام الجديد وفي كلّ عام. أمنية “شكيب” قد تتحقق، عكس ما حصل مع السيدّة وفاء التي ترملت منذ سنوات، ولم يبقَ لها في هذه الحياة سوى ابنها رامي، الموجود في فرنسا للعلم والعمل منذ العام الماضي. هذه السنة سيمر العيد حزيناً بالنسبة لها، ولن تحضّر المأكولات الشهية ولا سفرة العيد، وتقول: “عمري ما آكل وحدي”. الوضع الاقتصادي منع وحيدها من حجز تذكرة الى لبنان، أمّا أمنية “أم رامي” فهي مضحكة مبكية، فهي لا تريد سوى دوام صحة “الانترنت” لتسهر ليلة العيد مع ابنها عبر “سكايب”. أمّا رالف ابن الثلاثين ربيعاً، الذي غادر الى كندا بتأشيرة سياحية هرباً من الاوضاع التي تعصف بلبنان، حالماً بتسهيل اوراقه وحصوله على اقامة عمل او دراسة لتأسيس مستقبله، في بلاد الغربة، فيتمنى أن “يتحسن حظه”، فما ان وصل في شباط الماضي الى “كيبك” حتّى ضرب “الكوفيد-19” العالم، فتأخرت أوراقه، ولم يحقق اي هدف صمم له في مطلع العام 2020، آملاً ان يحمل العام الجديد بعض الامل في “كندا” فثقته في وطنه غير موجودة اصلاً، وقراره “ألا يعود الى لبنان قبل ان يحقق ما خطط له”.

 

الصحة ثمّ الصحة”بالسباب” يعبر طوني كرم ويجود، ولا سيما بعد تعرضه الى حادثين تسبّبا له بكسور متنوعة في جسده. نحاول أن نسأله عن قراراته للعام المنتظر فيجيب: “سأبتعد عن التفكير بالماديات، وسأهتم بصحتي أكثر وأكثر، كما سأبتعد عن المشروب”، أمّا عن تمنياته فيقول: “لا اريد شيئاً سوى الصحة، وأن يبتعد “هذا الملعون” (قاصداً “كوفيد-19″) عني وعن عائلتي”. أمّا بول قصيفي، 50 عاماً، فيتمنى عودة لبنان الى ايام الازدهار وراحة البال، تقاطعه زوجته نسرين لتقول: “والله بدي ارجع طعمي ولادي لحمة مشوية كل أحد”، فيجيبها: “مهم نضل بصحتنا يا امرأة… ما حدا بيموت من الجوع”.

 

أحلام مؤجلة

 

العروس “ساندرا”، التي قررت موعد اكليلها في حزيران الـ2021، يئست من الوضع، بعدما تعذّر عليها وعلى خطيبها تجهيز منزلهما الزوجي بسبب الضائقة الاقتصادية. فقررا “تأجيل العرس”، آملين أن يتحسن الوضع، وتقول: “لا اريد شيئاً سوى تجهيز مطبخي وغرفة نوم، حتّى اني مستعدة ان اتخلى عن غرفة الجلوس واستبدلها بالـ”بلاستيك”، حالياً هذا هدفي الاساسي للسنة الجديدة”. أمّا ماريو اسحاق (20 عاماً) فقرر “التخفيف من مصروفه، ولا سيما بعد ان صرف من عمله”، آملاً أن يجد عملاً جديداً “ليكمل دراسته الجامعية”.

 

قرارات حول العالم

 

أحلام اللبنانيين، صارت متواضعة، وفكرة اتخاذهم للقرارات الجديدة لم تعد موجودة، هم يصلون للرب “ليعطهيم خبزهم كفاف يومهم”، وأمنية استقرار بلدهم تتكرر نفسها من عام الى آخر، من دون تحقيق أي نتيجة. أمّا بالنسبة للعالم فالموضوع مختلف عن تمنياتنا ولطالما كانت ليلة رأس السنة الجديدة وقتاً للتفكير في الماضي بالنسبة لهم، ولكن الأهم من ذلك، التخطيط للمستقبل. من جهة أخرى، تعتبر قرارات السنة الجديدة من الأمور العصرية التي يجب اتخاذها مع نهاية هذا الشهر حتّى الأول من كانون الثاني، واليكم أكثر القرارات شيوعاً حول العالم.

 

أكل صحي

 

القرار الأول في كل عام، تناول الطعام الصحي. أكثر من ثلثي البالغين الأميركيين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، لذلك لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن يكون النظام الغذائي أول شيء يريد الناس معالجته في العام الجديد. على الرغم من ذلك، يعد هذا أيضاً أحد أكثر القرارات تعطلاً. يغوص الناس أولاً في حيل اتباع نظام غذائي في أوائل كانون الثاني، ثم يفقدون السيطرة في وقت لاحق.

 

اللياقة أولاً

 

تحت نفس مظلة تناول الطعام الصحي، يعد التمرين القرار الثاني الأكثر شيوعاً في العام الجديد. يمكنك أن تعرف بالمناسبة أن شعبية صالة الألعاب الرياضية في منطقتك تتضخم بشكل غير عادي بعد ايام العطل. هذا القرار أيضاً غالباً ما يكون خاطئاً حيث يكافح الناس لإعطاء الأولوية للياقتهم على حساب العمل والأسرة والحياة اليومية.

 

توفير الاموال

 

بعد قضاء العطلة، يسعى العديد من الناس إلى السيطرة على مواردهم المالية في العام الجديد. يريد البعض الخروج من الديون بينما يركز البعض الآخر بشكل أكبر على زيادة حسابات التوفير الخاصة بهم.

 

تعلّم لغة أجنبية

 

في بعض الأحيان، تدور قرارات السنة الجديدة حول خسارة الوزن الزائد، أو سداد الديون، أو الأمور العاطفية. وفي بعض الأحيان، يتعلق الأمر باكتساب شيء ما، مثل مهارة أو هواية جديدة. إذا كنتم ترغبون دائماً في تعلم لغة جديدة أو اكتساب مهارة معينة فقد تكونون واحداً من 25 بالمئة ممن يتخذون هذا القرار، وإن لبننت القرار سيطلع معك “تعلّم لغة أجنبية هيدا العربي ما بيفيد”، كما جاء في مسرحية زياد رحباني “بالنسبة لبكرا شو؟”.

 

الإقلاع عن التدخين

 

يركز العديد من القرارات على التخلي عن العادات السيئة. وكما تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، “ليس من المبكر أبداً الإقلاع عن التدخين”. وتجدر الاشارة، الى أنه يحاول المدخنون أربع مرات تقريباً الإقلاع نهائياً عن التدخين، قبل أن ينجحوا في التحدي. لذلك لا تدع المحاولة الفاشلة تضعف عزيمتك.

 

تغيير العملقد لا يبدو الأمر كذلك بناءً على مقدار الشكوى الذي نسمعه في غرفة الطعام والاستراحة يومياً، الا انه وبحسب استطلاع أجرته “CNBC” ولعام 2019، تبين أنّ 85 في المئة من الناس كانوا في الواقع راضين عن عملهم، بينما تمنى 15 في المئة فقط حصول هذا التغيير.

 

قضاء المزيد من الوقت مع العائلة

 

كل الوقت الذي تقضيه مع العائلة والأصدقاء خلال موسم العطلات قد يجعلك ترغب في الابتعاد عنهم، أو قد يجعلك ترغب في التواصل معهم أكثر. وتعهد حوالى 13 في المئة من الأميركيين بتقدير أحبائهم وقضاء المزيد من الوقت معهم في العام الجديد.

 

التنظيم

 

التعهد بتنظيم الامور، من القرارات الاكثر شيوعاً في العام الجديد. البعض يتعهد بتنظيم مكتبه، والبعض الآخر غرفته ومنزله. ولكن كما كل سنة، فالتعهد لا يصمد لاكثر من اسبوع.