Site icon IMLebanon

أمنيات هزيلة بين عامين اللبنانيّون ونهاية العام 2/2  

 

 

ما الذي قد يتمنّاه مواطن لبنانيّ عشيّة نهاية عام وبداية آخر..المفاجأة التي سقطت بالأمس على رؤوس اللبنانيّين وأصابتهم بفزع شديد كانت مع إعلان وزارة الصحة عن 4537  إصابة جديدة بكورونا الرّقم بحدّ ذاته مثير للذّعر إذ تمّ إغلاق البلد عندما شارف رقم الإصابات على بلوغ الرقم 2000 إصابة خلال العام الذي يقفل أبوابه منتصف هذه الليلة،فما الذي تنتظره اللجنة المعنيّة بشؤون كورونا للانعقاد بشكلِ طارىءٍ جدّاً واتخاذ قرار على مستوى تأهيل المستشفيات ومدّها بما يمكن لتستطيع مواجهة هذا الواقع المخيف وإطلاق حال النفير العام خصوصاً في المناطق التي تسجّل أعلى نسبة من الإصابات بكورونا!

 

ما الذي قد يتمنّاه مواطن لبناني يواجه منفرداً كلّ الأزمات الكارثيّة التي تخلّفت فيها الدّولة عن تحمّل مسؤولياتها وتركت المواطن فريسة لأبشع أنواع التجّار ولصوص الأموال والأعمار والصحّة، هل يكون الدّواء أكبر أمنيات المواطن اللبناني الذي كأنه لم يكفِه اللهاث من صيدليّة إلى أخرى للعثور على دواء الضغط أو السكّر أو القلب أو كلّها معاً أو فوقها مجموعة أخرى من الأدوية التي توصف بالمفقودة مع كوابيس الأسعار النّارية للدواء التي تُحلّق بعيداً جدّاً عن قدرة المواطن،هذا عدا عن كوابيس الحاجة لدخول المستشفى في بلدٍ يموت فيه النّاس على أبواب المستشفى أو لعجز ذوي المريض عن إيجاد مستشفى يستقبل مريضهم!

 

أي أمنية قد يخبّئها مواطن لبناني لعامه الجديد أكثر من استطاعته تأمين معيشة أولاده من رغيف الخبز الذي يعيش على حافّة بورصة تطرح له كلّ يوم سعراً جديداً، ما الذي سيطعمه اليوم لعائلته فلكلّ شيء بورصته في بلد تغيب فيه الدولة والوزارات جميعاً عن حماية مصالح المواطن، في بلد كلّ من فيه يمدّ يده إلى لحم هذا المواطن وينهش فيه من  دفع إيجار المنزل  إلى دفع اشتراك موتور كهرباء يرفع تسعيرته شهرياً إلى عدّاد محطّة البنزين وطوفان يكاد المواطن يلفظ أنفاسه على حافة كلّ واحدة منها إلى دولة تتغاضى عن أنّ راتب اللبناني لم يعد يقيه الجوع والبرد والمرض ومع هذا تتصرّف وكأنّها غير معنيّة بما يحدث وليست مسؤولة عن وقف تدمير قدرة المواطن والمجتمع على الصمود أمام الكوارث التي تتربّص به!

 

وضع لبنان اليوم يشبه وضعه في ثمانينات القرن الماضي إنهيارٌ أفضى لوضع اليد على الدولة اللبنانية، مثال واحد ممّا مرّ خلال السنوات الماضية كافٍ إذا استعدناه يفضح الحال المرير الذي يصبر اللبنانيّون عليه..وبعد، لبنان إلى أين؟ من يستطيع أن يجيبنا عن هذا السّؤال؟ نحن غارقون في بلد غارق على جميع المستويات، الأفق اللبناني مسدود نحن في مغارة نهب منظّم، ومن المؤسف أنّ الذين يتسلمون أمور اللبنانيين “مافيا” مدرّبة على نهب ثروات الشعب، ولن تغادر هذه الطبقة السياسيّة الحكم إلا بعد إفلاس البلد والقضاء على أيّ بارقة أمل في نفوس أبنائه!