Site icon IMLebanon

إحذروا كورونا بين “الكأس والرقص”

 

في زمن جائحة كورونا وتدابيره الوقائية الالزامية، يترك اللبناني مسافات غير آمنة مع القانون حيث يُظهر جلياً «استِلشاقَهُ» بكلّ الاجراءات الواجب اتّباعها، ويخلق لفيروس «كورونا» بيئة حاضنة تساعده على سرعة الانتشار ليحصد مزيداً من الارواح.

تشكّل النوادي الليلية والحانات ملاذاً آمناً لهذا الفيروس الذي يتسلّل عبر «الكأس والرقص» بين روّاد السهر الذين يتحوّلون مشاريع عدوى متنقّلة مجهولة المصدر، يمكن أن تحصد في ليلة واحدة آلاف الاصابات.

 

وعشيّة ليلة رأس السنة، تزداد المخاوف من تفشي «كورونا» في الحانات، التي تظهر الصور والفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل مدى استخفافها بالاجراءات والتدابير حيث يسقط مبدأ المسافات الآمنة، وتغيب الكمّامات، ويصبح كل شيء مُباحاً في «الليالي الملاح»!

 

وعلى وَقع إعلان وزير الصحة حمد حسن أنّ عداد الإصابات سيسجّل ارتفاعاً ملحوظاً بعد 10 كانون الثاني المقبل، كان لا بدّ من نظرة الى واقع الحال وتحديد مكامن الخلّل لجهة تطبيق الإجراءات الوقائية، إذ انّ فترة الأعياد تشهد «خروقات» واسعة على معظم الأصعدة، وأبرزها في الملاهي الليلية حيث تمّ رَصد المخالفات «على عَينِك يا دولة».

 

ففي جولة على بعض الحانات والمقاهي تَتّضِح الصورة أكثر فأكثر، فعلى رغم من أنّ السلالة الجديدة لكورونا دخلت الى لبنان من بابه العريض، إلّا أنّ كُثراً من روّاد تلك الاماكن لا يبالون بما يحمله استِسهالهم للأمر على الوضع الصحي والإقتصادي، كما تأثيراته السلبية على عائلاتهم.

 

وزارة السياحة

وزارة السياحة، المعنية مباشرة برصد هذه المخالفات، تقول مصادرها لـ»الجمهورية» إنّها «تأخذ موضوع الالتزام بالاجراءات والتعاميم الصادرة عنها وعن وزارة الداخلية على محمل الجدّ»، مشيرة الى أنّها «تقوم يومياً، عبر الضابطة والشرطة السياحية، بإقفال الملاهي والحانات والمطاعم المخالِفة بالشمع الأحمر وتسطّر محاضر في حقها، خصوصاً في فترة الأعياد هذه، وتحديداً قبل عيد رأس السنة، لنتمكّن من ضبط الوضع».

 

«لا رحمة مع المخالفين» تؤكد المصادر، وتشير الى أنّ وزارة السياحة، عبر الضابطة والشرطة السياحية وبالتعاون مع قوى الأمن الداخلي، تتشدّد في إجراءاتها مع المقاهي والحانات والملاهي، وكل ما يَندرج في هذه الخانة، لناحية الالتزام بكل المعايير المطلوبة والتعاميم الصادرة عن وزارة السياحة، خصوصاً لجهة القدرة الاستيعابية والتعقيم ومنع التدخين، وتحديداً النرجيلة». وتكشف أنّ «عقوبة أسبوع رأس السنة على المخالفين لن تقتصر على محضر ضبط إنّما الإقفال الفوري بالشمع الأحمر، وذلك بقرار مباشر لوزير السياحة رمزي مشرّفية».

 

وفي حين أشارت المصادر الى أنّ «التعاون كبير مع النقابات المعنية، وتحديداً نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري، التي «رفعت الحصانة» من جهتها عن المخالفين، كونها لا تريد أن يتضرر الجميع بسبب مقهى أو ملهى مخالف»، أكّدت أنّ «الرواد هم السلطة الرقابية الأقوى والحسيب والرقيب»، داعيةً إيّاهم الى «الإتصال على الرقم الساخن للوزارة 1735 لتقديم شكوى، والمغادرة فوراً والتوجّه إلى مؤسسة أخرى ملتزمة».

 

وعمّا إذا كان هناك من أماكن أو مناطق معيّنة لا قدرة للوزارة على ولوجها، تؤكد المصادر أنّ «الجهاز التابع لوزارة السياحة، من ضابطة وشرطة، عدد أفراده كافٍ نسبةً الى ما تحتاجه البلاد، وهم في الخدمة حالياً حيث تم قطع إجازاتهم، ويعملون على مدار الساعة وفي كافة المناطق بلا استثناء». وتكشف المصادر أنّ «الآلية المتّبعة واضحة، وتبدأ بتوثيق المخالفة بالصورة، منعاً لأيّ نَفي، يليها تسطير محضر ضبط أو إقفال بالشمع الأحمر».

 

وعن الأعداد الكبيرة الموجودة في بعض الأمكان، تشير المصادر الى «أنّ الأساس هو القدرة الاستيعابية، فإذا كانت قدرة المقهى الاستيعابية هي 1000 شخص، يمكنه استقبال 500 في الظرف الحالي، وهنا لا يُجيز لنا القانون التدخّل». وعن ليلة رأس السنة، أكّدت المصادر أنّ «التشدّد سيكون في أوجه، لأنّ هذه الفترة استثنائية والاستسهال مرفوض».

 

السلالة الجديدة

وتبرز المخاوف الصحية من سرعة تفشي كورونا في اسبوع الاعياد مع وصول السلاسة الجديدة من الفيروس الى لبنان، وما يترتّب على ذلك من عدوى مجتمعية قد تضع لبنان على رأس لائحة الدول الاكثر انتشاراً للوباء، وتدفع بالدول التي بدأت تتعافى من «كوفيد-19» الى إغلاق ابوابها امام اللبنانيين. وهنا تبرز المشكلة في رفض المعنيين إقفال المطار حتّى أمام الوافدين من لندن، البؤرة الأساسية لتفشي هذه السلالة الجديدة، في وقت اتخذت غالبية الدول القرار وأغلقت مجالها الجوي، بعد رَصد نحو 165 شخصاً يدخلون لبنان يوميّاً وافدين من لندن، ما يعني أنّ 1650 شخصاً دخلوا خلال الأيّام العشرة الماضية…

 

وعليه، لماذا تصرّ الجهات المعنية على عدم الاتجاه الى إقفال المطار في وجه الطائرات الآتية من لندن؟

 

تجيب مصادر وزارة الصحة أنّ «الأوان قد فات لإقفال المطار، فالسلالة الجديدة من الوباء انتشرت في عدد كبير من البلدان، ولم يعد انتشارها محصوراً في لندن فقط». وتوضح «أنّ المشكلة الاساس هي في ارتفاع عداد الاصابات المحلية، حيث وصل العدد أمس الى 2281 في حين بلغ عدّاد الوافدين المصابين الى 17 إصابة. وبالتالي، انّ الازمة الحقيقية تكمن في العدّاد المحلي، والذي من المرتقَب أن يتطور «تراجيدياً» في الأيام المقبلة، خصوصاً مع ارتفاع نسبة التجمعات التي حصلت وتحصل في أيّام العيد».