Site icon IMLebanon

عام لبنان الجديد

 

يطوي العام 2020 أوراقه ويرحل، ولكن التداعيات التي عانى منها لبنان في هذا العام ستبقى مستمرّة في العام 2021 إن لم يعمد اللبنانيون، شعباً ومسؤولين وقيادات، إلى تغيير نهجهم وخياراتهم، وبالتالي يمكن عندها نقل البلد من حال سلبية إلى حال إيجابية.

 

واقع لبنان ليس قدراً محتوماً لا مجال لتغييره، وليس هو تنبّؤات لمنجّمين ستحصل، بل هو بالفعل تجسيد لممارسات سياسية واقتصادية أغرقت لبنان الى ما هو فيه من كارثة وانهيار، ونحن اللبنانيين بيدنا نمتلك تغيير هذا الواقع.

 

اللبنانيون مدعوون في العام 2021 إلى عدم الوقوف على الحياد، فهم في النهاية ضحيّة هذه الطبقة السياسية وممارساتها، وعليهم العمل على تغييرها، من خلال تصعيد الضغط لقيام انتخابات نيابية مبكرة تعيد إنتاج سلطة تؤمن بلبنان والولاء له، وتنأى به عن صراعات المنطقة، وتعيد ربطه بدول العالم والعالم العربي تحديداً، فتسقط حالة العداء التي يحاول البعض ترسيخها.

 

في العام 2021 مطلوب من القوى السياسية الموجودة والمجموعات التي قد توجد ألّا تقف على الحياد، فلا خيار بين الدولة والدويلة، ولا خيار بين سلاح شرعي وسلاح غير شرعي، ولا خيار بين القانون والفلتان، ولا خيار بين الإستقرار والسلام وحالة الحرب، ولا خيار بين الإنفتاح والإنعزال، ولا خيار بين مصالح لبنان ومصالح دول أخرى، ولا خيار بين اقتصاد متطوّر ومتقدّم واقتصاد بديل لهذه الجهة أو تلك.

 

عام 2021 يجب أن يكون عام المواجهة لتحقيق الأفضل للبنان، لأنّ الإبقاء على الوضع الراهن سيقودنا إلى المزيد من الإنهيار والتشرذم، وسيُبقي اللبنانيين رهائن عند جلّاديهم يدفعون لهم أثماناً باهظة من حياتهم اليومية، ومن مستقبلهم ومستقبل أبنائهم ومن اقتصادهم ومن مدخراتهم ومداخيلهم وقوتهم اليومي، كلّ هذه الأثمان يجب وضع حدّ لها، ولا يحصل ذلك إلا بدفع ثمن واحد للتخلّص من حال الرهينة التي نعيشها، وهو ثمن علينا جميعاً أن نقبل به مهما كلّف من تضحيات.

 

في العام الجديد يجب أن تكون ولادة لبنان الجديد، وكثيرون سيحاولون منع هذه الولادة باعتبارها ستجهض مشاريعهم، ولكنّهم لا يدركون أنّ أيّ مشروع غير لبنان لن تُكتب له الحياة، لأنّه مخالف للتاريخ ولإرادة التعدّدية وحضارة التواصل.