Site icon IMLebanon

لا لزوم لرحلة نيويورك!

 

حسناً فعل الرئيس ميشال عون بقراره عدم الذهاب إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبحسب ما قيل في تبرير هذا القرار إن فخامته لا يريد إرباك الخزينة بمزيد من المصاريف والبلد يعيش في أسوأ ظروفه.

 

هذا التفسير جدير بالإحترام والإقتداء. فليس ضرورياً تكبيد اللبنانيين أعباء رحلة سياحية يقوم بها كبار المسؤولين، وكما امتنع عون عن الذهاب توفيراً للمصروف يجدر برئيس الحكومة القيام بالأمر نفسه والإكتفاء بممثلية لبنان في المنظمة الدولية لإيصال ما ينبغي إيصاله إلى المجتمع الدولي.

 

فالواقع أن المجتمع الدولي يعرف عنا أكثر ممّا نعرف وممّا نعترف، فهو قدّم توصيفاً فريداً لانهيارنا المالي والإقتصادي المتعمّد، ووصف مسؤولين بأشنع الصفات، وأصيب بالهلع لدى تفجير مرفأ بيروت فطالب بتحقيق شفاف في ثالث انفجار غير نووي على سطح الكرة الأرضية ولم يحصل سوى على منع التحقيق وسجن المحقق في زنزانة السياسيين.

 

ولمعالجة حالتنا دعا المجتمع الدولي إلى إصلاحات ضد الفساد وتدمير نظام بونزي، ووصل به الأمر حدّ إعلان عدم ثقته بالحكم ومؤسساته فأرسل مساعداته عبر الجمعيات الأهلية والمدنية.

 

أكثر من ذلك يعرف المجتمع الدولي مشاكل لبنان القومية والوطنية. وهذه إلى جانب القضايا الأخرى موضع بحث واهتمام على أعلى المستويات، في مجلس الأمن والمجموعة الداعمة، ومؤخراً صدر قرار مهمّ يتعلق بدعم العالم للبنان في استعادة سيادته على أرضه جنوباً براً وبحراً.

 

ليس لدى حكام لبنان ما يقولونه للعالم ، وبالعكس ينتظر هذا العالم منهم أفعالاً لا أقوالاً، وهذه الأفعال مطلوبة هنا وليس في نيويورك!

 

ولذلك فالأجدى تخصيص الأيام النيويوركية لعمل مجدٍ على الأرض، للانتهاء من موضوع الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد. أما مصاريف الطيران والإقامة في مانهاتن فيمكن تحويلها لدفع معاشات الديبلوماسيين الذين يمثلون بلدهم من دون مقابل، أقله منذ بضعة شهور…