Site icon IMLebanon

ترقُّب في الشارع لصورة الحكومة المقبلة

 

بات واضحاً أنه من الصعوبة أن يتكهن أي كان بمسار ما سترسو عليه عملية التأليف والتكليف نظراً لدقة المرحلة والتجارب السابقة التي كانت كارثية، وعلى هذا الأساس عُلم أن اللقاءات التي حصلت في الساعات الماضية في عين التينة مع وزير الخارجية جبران باسيل والتشاور بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري إنما لإيجاد مخرج متفق عليه قبل نسفه، وأن تتخذ كل الإجراءات اللازمة لتمر الإستشارات النيابية الملزمة الإثنين المقبل على سلام ويكلف الرئيس سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة، هذا ما تكشفه أكثر من جهة على أن السيناريو متفق عليه سلفاً مع حزب الله، ولكن في المقابل فإن الأمور لا زالت ضبابية حول ما سيقدم عليه الرئيس الحريري، إذ في حال قبل بالتكليف فكيف سيكون شكل الحكومة هل هي تكنوقراط كما يطالب بها، وأيضاً كما يريد الشارع، وصولاً إلى حكومة تكنوسياسية كما يصر عليها رئيس الجمهورية وحزب الله وحركة أمل وبالتالي هل سيقبل الحريري بهذه الشروط أم ثمة صيغة تم عرضها خلال لقاء عين التينة بين الرئيس نبيه بري والوزير باسيل فكل هذه التساؤلات تبقى مشروعة أمام عدم حسم التأليف أو التكليف أو الإتفاق على أي حل جرى في الساعات الماضية، خصوصاً أن هناك تعقيدات وخلافات وانقسامات ولا سيما الصراع المتجدد بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، وعلى هذه الخلفية تبقى الأمور غير واضحة وضبابية إلى حين إتضاحها نهاية الأسبوع أو أن الأوضاع تبقى تدور في حلقة مفرغة.

 

أما ما يجري حالياً فيتمثل بالوصول إلى حلول حول المسائل الإقتصادية والمالية لا سيما على ضوء ما صدر عن مؤتمر دعم لبنان من قبل المجتمع الدولي، والذي عُقد في باريس من دون تقديم أي مساعدات مالية كما توقع البعض بل هناك شروط سياسية ومالية إضافة إلى المطالبة من الدول المانحة بعملية إصلاحية سريعة، ومن دون ذلك لن تقدم أي دولة على دعم لبنان في وقت ثمة صراع وخلاف إقليمي وتهديدات وتهديدات مضادة، وكل ذلك له صلة بالشأن اللبناني، وبالتالي يترك تداعياته السلبية على التوافق على التأليف والتكليف والحل السياسي بشكل عام. وفي المعلومات أن هناك إصرارا سياسيا وتحديداً من عون وبري ومعهم حزب الله بشكل رئيسي لإقناع الرئيس الحريري بالتكليف ولتأليف حكومة مقبولة من الشارع الذي وفق الأجواء الراهنة لن يكون بمنأى عما يجري بل هناك مراقبة ومتابعة لما تقوم به الطبقة السياسية ليكون الشارع والساحات مترقبين ومنتظرين ما سيحصل والتحرك على أساسه. وبمعنى أوضح أن الأمور ليست محسومة حول أي مسار لا سيما في ضوء المناوشات والإحتكاكات والإحتجاجات وكل ذلك له صلة وثيقة بالتكليف وبإصرار الشارع على خلو الطبقة السياسية برمتها من أي وزير في الحكومة العتيدة وحتى رفضهم تكليف الحريري، وعلى هذا الأساس لوحظ أن التظاهرات في الساعات الماضية جرت في محيط بيت الوسط كتعبير عن رفض التكليف.