Site icon IMLebanon

من صرماية وهّاب إلى صرماية نقولا

 

نسي العالم بأسره خليفة جوزف ستالين نيكيتا خروتشوف يوم وقف قبل 59 عاماً ليرد على كلمة المندوب الفيليبيني في الأمم المتحدة واصفاً إياه بـ “المطية الذليلة للإمبريالية الأمريكية”، وضرب على الطاولة أمامه بحذائه الأيمن كي يسمعه الجميع.

 

ونسي العالم رسالة الصحافي العراقي منتظر الزيدي المعبّرة يوم قذف زوج حذائه على الرئيس جورج بوش خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه ونوري المالكي وأرفق إلقاء فردة حذائه الأولى بتحية عطرة “هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب الغبي”، وقال وهو يرمي الفردة الأخرى: “وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق”.

 

لكن الصرماية الأشهر، تعود للوزير السابق وئام وهاب صاحب العبارة الشهيرة ” المحكمة الدولية وصرمايتي سوا” (الفردة الشمال) وبعد سنوات عاد إلى الفردة اليمين بعد توقيف أحد المحسوبين عليه (هشام أبو دياب) في حادث حصل في مجدل عنجر (2016) فأعلنها بالفم الملآن “وما حدا بغبّر على صرمايتي لا المعلومات ولا غيرها”.

 

بالرقي نفسه يعبّر اللواء السيد عن اشمئزازه فغرّد قبل أشهر “زمن الميليشيات، حوّلوا البلد متاريس وخطوط تماس، نهبوا مرافئ ومعابر وأذلّوا البشر، لكل منهم زعران ومحاكم (…) نقَلهم الطائف اللعين إلى الدولة، جعلوها على صورتهم، قذرة نتنة مقرفة (…) بات معظم كبار القضاة والضباط صرامي عندهم، أو أقَلّ”. فقط سيادة اللواء غازي كنعان كان يقدّر القضاة ويحترم كبار الضبّاط !

 

ونبقى في سوق الأحذية. ببالغ السرور كحّل المشاهدون عيونهم بمرأى الملحن العوني سمير صفير أمام سراي بعبدا، وسمعوه متوجهاً إلى الزميلة جويس عقيقي بكلام غير لائق واصفاً الـ “أم تي في” بـ “محطة العهر”، فردت له عقيقي الصاع ثلاثة صِيعان قائلةً “ما بسمحلك تقول هيك، صرمايتي بتشرفك”.

 

وفي خلال بحثي المعمّق عن الصرامي، وبالعودة 9 أعوام إلى الوراء، قرأتُ رداً نارياً للشيخ فريد هيكل الخازن على رئيس تكتل التغيير والإصلاح على خلفية كلام الأخير على احتلال أملاك دير مار الياس الراس، وعلى الرغم من أن رئيس الكتلة لم يسمّ الخازن في حديثه فإن الخازن أدرك انه المعني بما قيل عنه فتوجّه إلى “الجنرال” بكلام طالع من كنوز الأدب: “انت لا تستطيع ان تغبِّر على صبَّاطي ولا على صبّاط رشيد الخازن” فجاء الرد على الرد سريعاً من قلب الدفاع نبيل نقولا وشوط يا نبيل: “الجنرال يغبّر على رأسه ( أي الخازن) لأنه أوطى من هيك بكثير”. جميلة جميلة هذه الركلة.

 

ولم يبخل الدكتور المفوّه اليوم على الثوّار في جل الديب بكلامه العذب وفي آخر مداخلاته الفكرية قال النائب السابق “كمان صرمايتي بتشرفن كلّن” وذلك على خلفية محاولة بعض الزعران (القوات) الإعتصام تحت مكتبه. في المحصلة تبقى صرماية العزيز وئام متصدرة التوب 10 للسنة العاشرة على التوالي.