أراد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شخصاً «راسو يابس ولا يُساوم»، فوجد نقولا تويني أمامه. هكذا يعلل وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في الحكومة الجديدة اختيار عون له. العلاقة بين الرئيس وتويني تعود إلى العام 2005، يوم التقيا بعد عودة الجنرال من منفاه. يتذكر رئيس تجمّع العائلات البيروتية كيف «أخبرت الجنرال أنّه سجّل سابقة حين تمكن من تحقيق ثلاث نقاط أساسية: كَسَر المعادلة الطائفية وأرسى معادلة السلم الأهلي وفق سلّم أولويات جديد، حوّل مشاريع الحرب للطوائف إلى مشاريع سلام، خلق توازناً يحول دون وقوع حرب أهلية جديدة، وصار من الصعب تخطيه». تلك كانت البداية، قبل أن تتطور العلاقة ويُصبح تويني من المقربين من عون. من هنا، يؤكد أنّ «من طرح اسمي هو الرئيس ميشال عون وليس التيار الوطني الحر». «ضيافة» العيد وصلت باكراً إلى منزل آل تويني في سرسق. شخصيات بيروتية و»أرثوذكسية» أتت مباركة، أبرزهم محافظ مدينة بيروت زياد شبيب. أما تويني، فيتنقل من محطة تلفزيونية إلى أخرى. الأيقونات الأرثوذكسية تُرافق الزائر منذ أن يُفتح باب المصعد حتّى داخل المنزل. لا يكسر هذا الجوّ الديني سوى الكتب التي تتكدس إلى جانب بعض الأيقونات وتحمل عناوين قومية، ككتاب عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا.
هذا يكشف جزءاً من شخصية «معاليه». ابن العائلة الأرثوذكسية ـــ البرجوازية، تجمعه علاقة جيدة مع «الرعايا الكنسية»، وفي الوقت نفسه يؤمن بالعلمانية. جذور عائلته قومية، وهو مزج بين هذا الفكر والمبادئ اليسارية. يُصحح لإحدى الزميلات التي نادته باسم نيكولا: «اسمي نقولا وليس نيكولا». رجل أعمال يملك شركة إطارات سيارات، ويتنقل بهدف العمل بين سوريا والسعودية ولبنان، و»لديه رؤية إصلاحية للوضع الاقتصادي ويسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، ويُقارب التطورات في المنطقة من خلفية عروبية»، بحسب ما يُخبر بعض عارفيه. أما هو، فيرى أنّ هذه النقاط «تُحقق التكامل. الشخصية الرتيبة لا تصنع الفكر». في عائلته «مجتمع وطني نتج من تزاوج إخوتي من طوائف وديانات مختلفة». والده هو الذي «عرّفنا إلى العلمانية، والدين يبقى موضوعاً شخصياً».
منذ العام 2013 وتويني مرشح محتمل إلى الانتخابات النيابية في دائرة بيروت الأولى على لائحة التيار الوطني الحر، بعد أن كان في الأصل شقيقه ميشال هو من يترشح إلى النيابة. كلّ ما يُحكى عن علاقة متوترة مع متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، يُنكره الوزير، قائلاً: «هناك علاقة أبوية ووجدانية». أما العلاقة السياسية الأبرز في الأشرفية، فهي مع مسعود الأشقر.
يؤمن تويني بأنّ لبنان يكون قوياً «بشعبه وجيشه». والمقاومة؟ يجيب: «أليست الأخيرة جزءاً من الشعب؟». عُيّن تويني وزيراً للدولة لشؤون مكافحة الفساد، ليبدو وكأنه وزير من دون صلاحيات وفريق عمل وأفق للنجاح، فكيف سيتمكن من تحقيق ذلك؟ بالنسبة إليه «ليس من الضرورة أن نُكلّف الدولة مصاريف حتى ننجح». يتحدث عن «اقتصاد المعرفة الذي يقوم على الفكر. لا يُمكن محاربة الفساد بدون اقتصاد».