لعلّه التوصيف الذي يليق بالراحل الكبير، ويوفيه بعضاً مما يستحق من مكانة وتقدير لدى اللبنانيين. هو الصديق الذي وقف إلى جانب لبنان في عزّ وقت الضيق الذي مرّ على البلد، فسطّر مواقف ووقفات وازنة في سجلّ الزود عن السيادة اللبنانية في وجه رياح الوصاية السورية العاتية. رحل الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك أمس عن 86 عاماً، وبقي الزعيم الغربي الذي ربطته على مدى عقود صداقات راسخة قلّ نظيرها بعدد من زعماء الشرق الأوسط، وكان مقرّباً بشكل خاص، منذ بداية الثمانينات، من الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
عام 1996، كان شيراك أوّل رئيس غربي يقوم بزيارة رسميّة إلى لبنان منذ انتهاء الحرب الأهليّة في بلاد الأرز، وهو أيضاً الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازة صديقه رفيق الحريري، قبل أن يُبادر إلى تجميد العلاقات الفرنسية الديبلوماسيّة مع سوريا، إثر توجيه أصابع الاتهام إلى النظام السوري باغتيال الحريري. لعب دوراً رئيسياً محورياً في القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي، خصوصاً القرار 1559 الذي أفضى إلى خروج القوات السورية من لبنان، والقرار 1757 الذي أنشأ المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان.