تحذير أممي من “التحوّل المقلق”… وواشنطن لا تريد توسيعاً للتوتر
غداة توسيع إسرائيل رقعة المواجهات مع «حزب الله» بالإغارة على ضواحي بعلبك، وسّع «الحزب» هذه الرقعة داخل الدولة العبرية بـ»استهداف مقرّ قيادةِ الفرقة 146 في جعتون للمرة الأولى»، كما قال، وذلك على بعد نحو 16 كيلومتراً من الحدود اللبنانية. وأدّى هذا التدهور الى إطلاق قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان «اليونيفيل» تحذيراً من «تحوّل مقلق» في تبادل إطلاق النار. وقالت في بيان أصدرته: «في الأيام الأخيرة، واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر».
بدورها، أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونتسكا عن قلقها «إزاء التوسّع التدريجي في تبادل إطلاق النار». وحضّت أطراف النزاع على «الوقف الفوري لدوامة العنف الخطرة».
فهل تلقى هذه الحذيرات الدولية آذاناً صاغية؟
من ناحية «حزب الله»، اعتبر «أنّ المقاومةَ أَكملت قصاصَها اليوم، وبعدَ «نفح» في الجولانِ بالأمس رداً على قصفِ بعلبك، استهدفت مقرّ قيادةِ الفرقة 146، وكانت قاعدةُ ميرون تحتَ صلياتٍ متعددةٍ للمقاومين»، كما ذكرت قناة «المنار» مساء أمس.
في المقابل، شنّ الطيران الإسرائيلي قبيل منتصف الليل أكثر من 15 غارة على قرى جنوبية، وتوقعت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن يأتي الردّ على صواريخ «حزب الله» الأخيرة في عمق إسرائيل، خلال الساعات المقبلة، ولا سيما بيروت.
وعلقت «القناة 13» على الرشقات الأخيرة لـ»حزب الله» بالقول: «صواريخ «حزب الله» وصلت قبل قليل الى نهاريا وحيفا. هذا تطور خطير سيحاسب عليه «حزب الله» في العمق اللبناني. إنه لا يأخذ تصريحات وزير الدفاع يوآف غالانت بضرب بيروت على محمل الجد، وبيروت أصبحت تحت النيران».
وسط هذا التراشق في البيانات، سألت «وكالة فرانس برس»: «هل يقود تصعيد الهجمات بين إسرائيل و»حزب الله» الى مواجهة شاملة؟»، وقالت إنّ حرب الاستنزاف بين «الحزب» والجيش الإسرائيلي اتخذت منحى خطيراً هذا الأسبوع مع شنّ الأخير غارات في العمق اللبناني، ما يثير تساؤلات عن إمكانية تحوّل تبادل إطلاق النار المستمر منذ أشهر الى مواجهة أوسع». وخلصت الى القول: «رغم التهديدات الثنائية بتوسيع الجبهة وهشاشة الوضع الميداني، إلا أنه لا مصلحة للطرفين بعد نحو خمسة أشهر من الأعمال العدائية، في إشعال نزاع إقليمي».
بدورها قالت الخارجية الأميركية: «لا نريد تصعيد التوتر شمال اسرائيل وتركيزنا على وقف نار موقت في غزة».
بالعودة الى التطورات الميدانية، فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية أمس مناطق عدة في جنوب لبنان، وطالت إحدى الغارات أطراف بلدة البيسارية في قضاء صيدا، الواقعة على بعد 35 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.
وترافقت هذه الغارات مع تهديدات إسرائيلية أطلقها مجدداً وزير الدفاع يوآف غالانت، فقال إنّ إسرائيل حدّدت أنّ إيران و»حزب الله» و»حماس» تهدف إلى «الاستفادة من شهر رمضان المبارك وتحويله إلى المرحلة الثانية من 7 أكتوبر، وإشعال الأرض».
كذلك حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي خلال تقييم في مقر الفرقة 146، من أنّ «حزب الله» سيدفع «ثمناً باهظاً جداً» لهجماته المستمرة على شمال إسرائيل.
وذكر هاليفي إنّ الجيش الإسرائيلي «يتخذ الخطوات الصحيحة لتمكين حوالى 80 ألف نازح من المجتمعات الحدودية مع لبنان من العودة إلى ديارهم. ونتيجة لأعمال الجيش لم يعد «حزب الله» قريباً من السياج».