IMLebanon

نداء الوطن: الردّ الرسمي على الورقة الفرنسية: ثرثرة على ضفاف الليطاني

نصرالله يتعهّد لقاآني بعدم جرّ إيران وخوض الحرب “وحيداً”

 

 

غابت أمس الحركة السياسية التي ستتسلم زمام مبادرتها اللجنة الخماسية بدءاً من مطلع الاسبوع المقبل. وفي هذا الصدد أوضح امس احد اعضاء اللجنة السفير المصري في لبنان علاء موسى، أن «جولات الخماسيّة ستشمل الجميع لتأكيد التزامهم بانتخاب رئيس للجمهورية». وقال ان «الهدنة المرجوة في غزة فرصة لانتاج أفكار، والتفاصيل لن تشكل عقبات اذا كانت الاشارات ايجابية».

 

في موازاة ذلك، تصدّر الاهتمام الرسمي الرد الذي سلمه امس وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب الى السفير الفرنسي هيرفي ماغرو على المبادرة الفرنسية المتعلقة بوضع تصور للاستقرار في جنوب لبنان. وبناء على المعلومات التي تلقتها «نداء الوطن» حول هذا الرد، تبيّن ان الحكومة تجاهلت كلياً جوهر المبادرة، والمتصل بتطبيق القرار 1701 ولا سيما ما يتعلق باخلاء منطقة جنوب نهر الليطاني من الوجود المسلح لـ»حزب الله».

 

ووفق هذه المعلومات، يقع الرد في صفحة واحدة. وتجنبت الحكومة الاجابة على كل ما له علاقة بالبنود المتعلقة بانسحاب «الحزب» الى شمال الليطاني. كما تجنبت الرد على ما له صلة بأمور تقنية ذات صلة بانتشار الجيش بمؤازرة قوات «اليونيفيل». وأتت نتيجة ذلك الاجوبة على ما تطلبه المبادرة الفرنسية في اطار العموميات على غرار اللغة الجوفاء التي ترددها الحكومة حول «التنفيذ الكامل للقرار 1701 ووقف الاعتداءات الاسرائيلية». أما في ما يتعلق باللجنة الأمنية الثلاثية، وهي نقطة أساسية في المبادرة الفرنسية، والتي تضم ممثلي لبنان واسرائيل و»اليونيفيل»، فاقتصر الجواب الرسمي على القول ان معاودة اللجنة اجتماعاتها في مقر قيادة الامم المتحدة في الناقورة مرتبط بـ»توقف الاعتداءات الاسرائيلية». من دون تقديم تفاصيل اضافية.

 

وتجدر الاشارة الى ان المبادرة الفرنسية وصلت الى بيروت في منتصف الشهر الماضي، وحملت بداية عنوان «ترتيبات أمنية بين لبنان وإسرائيل». وهي تشير في الجزء الأول إلى تفاهم نيسان 1996. وتقترح «تشكيل مجموعة مراقبة تتألف من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل لمراقبة تنفيذ الترتيبات الأمنية التي سيجري الاتفاق عليها، والتعامل مع الشكاوى التي يمكن أن تقدّمها الأطراف». ويجري تنفيذ الترتيبات الأمنية على ثلاث مراحل، إحداها يتعلق بـ»تفكيك مواقع «حزب الله» وانسحاب المقاتلين والمنظومات الصاروخية والقتالية ضمن مدى 10 كيلومترات شمال الخط الأزرق». وفي المقابل، تعمد إسرائيل إلى «وقف كل أنواع الطلعات الجوية فوق لبنان».

 

وبحسب المراقبين، تبيّن ان الحكومة التي «صامت» اكثر من شهر كي ترد على المبادرة الفرنسية، «نطقت ثرثرة» لا اكثر ولا اقل.

 

في هذا الوقت، لم يتغيّر المشهد على الحدود الجنوبية الذي شهد امس جولة جديدة من الغارات الاسرائيلية والقصف الصاروخي من «حزب الله». وفي موازاة ذلك، افادت «رويترز» امس ان قائد «فيلق القدس» الإيراني إسماعيل قاآني زار بيروت في شباط الماضي. واجتمع مع الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، وذلك للمرة الثالثة على الأقل منذ حرب غزة في 7 تشرين الأول الماضي. وخلال اللقاء «طمأن» نصرالله قاآني الى أنه لا يريد أن تنجرّ إيران إلى حرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة وأن «حزب الله» سيقاتل بمفرده. وقال نصرالله لقاآني: «هذه هي معركتنا»، وفق «رويترز» نقلا عن «مصدر إيراني مطلع على المباحثات».