تل أبيب توعّدت بـ”ردٍّ من نوع مختلف” على “الإرهاب الإيراني“
في تطور غير مسبوق على الجبهة الجنوبية، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس إصابة 14 جندياً، ستة منهم بجروح خطرة، في هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة في شمال الدولة العبرية، تبنّاه «حزب الله «، وقال إنه استهدف مركز قيادة عسكرياً.
أما الجيش الإسرائيلي فقال في بيان إنه «خلال الساعات الأخيرة رصد عدداً من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات المسيرة تعبر الحدود من الأراضي اللبنانية في اتجاه قرية عرب العرامشة في شمال إسرائيل»، وأضاف «أصيب ستة جنود بجروح خطرة، فيما أصيب اثنان بجروح متوسطة، ووصفت باقي الإصابات بالطفيفة».
هل من تفسير لحصيلة الجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي، والتي قالت «وكالة فرانس برس» إنها الأعلى جراء ضربة واحدة منذ بدء التصعيد عبر الحدود في تشرين الأول الماضي؟
تجيب تقديرات الجيش الإسرائيلي أنّ الهجوم المركّب والمزدوج الذي نفّذه «حزب الله» في عرب العرامشة كان مكمناً مدبراً للردّ على اغتيال قادة ميدانيين في «الحزب»، وسط توقعات بـ»ردّ من نوع مختلف» على الهجوم، على حد تعبير الجيش العبري.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنّ «حزب الله» تمكّن من جمع معلومات استخباراتية عن انتشار قوات الاحتلال في المنطقة الحدودية ونجح في استهداف موقعين في عرب العرامشة تواجد فيهما جنود احتياط بواسطة صاروخين مضادين للمدرعات، وأتبعهما بطائرتين مسيرتين مفخختين استهدفتا فرق الإنقاذ فشلت إسرائيل باعتراضهما.
كما أشارت التقديرات الى أنّ الصاروخين أطلقا من منطقة طيرحرفا الحدودية اللبنانية. وبعد تحقيق الإصابات في الموقعين، شنّ «حزب الله» هجوماً بواسطة طائرتين مسيّرتين متفجرتين انفجرتا في الموقعين المستهدفين؛ بحسب ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي، التي أكدت أنّ الإصابات وقعت من جراء الصاروخين المضادين للدروع، وكذلك انفجار المسيّرتين المفخّختين.
بعد ذلك ردّ الجيش الإسرائيلي باستهداف مبنى في عيتا الشعب، مدّعياً أنّ قذائف أطلقت منه نحو عرب العرامشة، كما أغار على «مبانٍ عسكرية وبنية تحتية» في منطقتيّ الناقورة ويارين.
وفي منطقة بعلبك، أغارت مسيّرة إسرائيلية بثلاثة صواريخ على مبنى يضم كاراجات ضمن حي سكني في بلدة إيعات المجاورة للمدينة.
وليلاً، شهدت المناطق الجنوبية، ولا سيما منطقة صور عملية تشويش اسرائيلية على أجهزة gps وعلى القنوات التلفزيونية والفضائية والاتصالات الخلوية. كما شهدت أجواء صور والقرى المحيطة تحليقاً مكثفاً للطيران الاسرائيلي الاستطلاعي والمسيّر.
وبالتزامن، شيع «حزب الله» وأهالي بلدة الشهابية أمس القياديين إسماعيل يوسف باز ومحمد حسين مصطفى شحوري. وكانت كلمة لنائب «الحزب» حسين جشي، قال فيها:»أمام الصهاينة خياران: إما أن يرحلوا عن طريق مطار بن غوريون ويذهبوا إلى المكان الذي أتوا منه، وإما أن ينتظروا الهزيمة تلو الهزيمة والذل والهوان على أيدي المجاهدين والأبطال من أبناء المقاومة في هذه المنطقة».
في المقابل، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه «من أجل الإضرار بالمواطنين الإسرائيليين، فإنّ الإرهاب الإيراني يبدأ في طهران، ويصل إلى بيروت ودمشق، ويحاول الوصول إلى يهودا والسامرة» (التسمية التوراتية للضفة الغربية المحتلة)، مهدداً بـ»صدّ» هذه المحاولات وتنفيذ هجمات للردّ عليها.