Site icon IMLebanon

نداء الوطن: صواريخ “القسّام” تستكمل استباحة “الجماعة” والمرجعيات السنيّة تغرق في الصمت

بري وميقاتي يتبلّغان مضمون الورقة الفرنسية و”الحزب” على رفضه

 

غداة الظهور المسلح غير المسبوق لـ»الجماعة الإسلامية» في عكار مصحوباً بإطلاق النار العشوائي الذي ألحق الأذى بالأبرياء، أطلت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» في جولة جديدة من إطلاق الصواريخ على الحدود الجنوبية. وسواء تلاحقت الاستباحة جنوباً بعد الشمال عن سابق تصور وتصميم أم لا، فالأمر سيّان ما دام الهدف واحداً: انتهاك الفصيل الفلسطيني السيادة اللبنانية وإسقاط «الجماعة» الأمن الشرعي.

 

وعلمت «نداء الوطن»، أنّ مسؤولاً كبيراً في «الجماعة» طلب من المسؤول العسكري في الشمال مواكبة دفن القياديين يوم الأحد بـ»أعلى درجات الظهور المسلح»، وقام الأخير بابلاغ الجهات الأمنية الرسمية في المنطقة بأنّ»الجماعة» ستتعمد الظهور المسلح خلافاً لقرارها السابق بالتشييع من دون مظاهر مسلحة. وفي المعلومات أيضاً أنّ قرار «الجماعة» المركزي بـ»عسكرة» التشييع» جاء رداً على مواقف عدد من النواب السنة في بيروت والشمال الذين رفضوا قبل أسابيع ما فعلته «الجماعة» في بيروت.

 

ويستغرب مصدر المعلومات أن تتبلّغ الجهات الأمنية الرسمية في الشمال مسبقاً قرار «الجماعة» بالظهور المسلح من دون أن تحرّك ساكناً لمنعه.

 

وبعدما وقع المحظور، كان لافتاً الصمت المريب للمرجعيات السنية السياسية والدينية، على السواء، حيال هذا الانزلاق الخطير على مستوى هذه الطائفة التي عانت الأمرين في تاريخها من تفلّت المليشيات. ومن المفارقات أنّ ببنين التي اجتاحها الظهور المسلح لـ»الجماعة»، كانت في الخط الأمامي عام 2007 في مواجهة «فتح الاسلام» الأداة المخابراتية التي كادت بسيطرتها على مخيم البارد أن تسيطر على الشمال. وكانت ببنين وسائر الشمال، وخصوصاً السنّة في السلطة إبّان ترؤس فؤاد السنيورة الحكومة، دعموا الجيش اللبناني ضباطاً وأفراداً وسائر الأجهزة الأمنية في وجه هذا الخطر، واحبطوا فتنته في المهد. ولا ننسى أنّ الرئيس رفيق الحريري، كان الرائد في تثبيت الزام «السنة» شعار «لبنان أولاً»، ما أدى الى استشهاده في جريمة العصر في 14 شباط 2005.

 

وتقول أوساط نيابية سنية سيادية لـ»نداء الوطن» بعد فلتان «الجماعة» المسلح: «لا يخطئن أحد في الحسابات. فالسنّة، بفضل الرئيس رفيق الحريري واستشهاده، ومعه نضالات الأحرار في الطائفة، هم في موضوع الدولة في صلب 14 آذار التي أنهارت شكلاً، لكن روحها ما زالت قائمة».

 

وبدا مستهجناً أنّ المرجع الحكومي السني متمثلاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لم يحرك ساكناً حيال استباحة «الجماعة» للقانون، ثم استباحة «القسّام « للسيادة اللبنانية. ومثله وزير الداخلية بسام مولوي الذي من أهم واجباته التصدي لفلتان «الجماعة» شمالاً. ولا يمكن تجاهل أنّ ميقاتي ومولوي هما من طرابلس عاصمة الشمال أولاً، وعاصمة لبنان الثانية.

 

ومن الذين افتقد لبنان موقفهم أيضاً، دار الافتاء التي بيدها ناصية القرار السني على المستوى الوطني. فأين هي الدار من نار الفلتان الذي يحمل اسم «السنّة» في الشمال والجنوب، على حد سواء؟

 

وسط هذه التطورات الخطيرة، تواصلت الجهود التي تبذلها فرنسا لنزع فتيل الخطر من جبهة «المُشاغلة» على الحدود الجنوبية. وفي هذا السياق، إستقبل ميقاتي أمس السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وبحث معه في نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى لبنان في عطلة نهاية الاسبوع الماضي، والأفكار الفرنسية الجديدة في شأن الوضع في الجنوب. وعلمت «نداء الوطن» أن ميقاتي تبّلغ من ماغرو مضمون الورقة الفرنسية في موضوع التوصل إلى وقف إطلاق النار في الجنوب بين إسرائيل و»حزب الله». كما تبلّغ المضمون رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي المعلومات، أنّ الورقة الفرنسية هي من روحية المسعى الاميركي الذي سبق وقام به المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين. لكن بعض الأوساط الرسمية تعتبر ان المحاولة الفرنسية التي يقودها حالياً سيجورنيه ويتابعها اليوم في إسرائيل، من الصعب ان تصل الى أي مكان، ما دام الدور الأساسي على هذا الصعيد ما زال للأميركي، خصوصاً ان الوضع «بالغ التعقيد على مستوى مفاوضات التهدئة»، كما ذكرت هذه الأوساط.

 

وما يعزّز التقدير المتشائم المواقف المتكررة لـ»حزب الله» الرافضة أي مسعى يقوم على فصل الحل في الجنوب عن انتهاء الحرب في غزة. وهذا ما أعلنه امس عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله الذي قال إنّ «أي مبادرة خارجية تجاه لبنان هدفها إراحة حكومة نتنياهو لتركز كل جهدها على غزة، هي مبادرة محكوم عليها بالفشل».