قتيلان في غارة إسرائيلية… ونصرالله لنتنياهو: “إنتظر مفاجآت”
ما أن ينقضي الأسبوع حتى ينطلق الأسبوع المقبل في اتجاهين: تحريك الملف الرئاسي بزخم جديد معززاً بزيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان للبنان يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.
وسيتحرّك حزب «القوات اللبنانية» بدءاً من الاثنين المقبل في بروكسل عشية استضافة العاصمة البلجيكية مؤتمراً حول سوريا، وسيكون ملف النزوح السوري الى لبنان في صلب التحرك.
ما هو المتوقع من زيارة لودريان، ومن حركة الاتصالات الناشطة للجنة الخماسية التي تنضوي فرنسا في عضويتها؟
تردّد أنّ لودريان سيسعى لطرح فكرة استضافة لقاء لبناني من أجل إخراج ملف الرئاسة من عنق زجاجة التعطيل.
وفي معلومات أوساط ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» أنّ هناك قراراً اتخذته دول «الخماسية» بتفعيل الوساطة لتحضير جلسة نيابية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وتقوم قطر بجهد خاص على هذا الصعيد.
وعندما سيصل لودريان الى بيروت سيكون جدول لقاءاته قد اكتمل. وفي آخر معطيات هذا الجدول أنّ المبعوث الفرنسي سيزور في الخامسة والنصف بعد ظهر الأربعاء المقبل معراب للقاء رئيس حزب «القوات» سمير جعجع.
وتعترف هذه الأوساط أنّ المشكلة الأساسية ما زالت عند فريق الممانعة الذي يربط إنجاز الاستحقاق الرئاسي بشروطه، وفي مقدمها التمسك بمرشحه رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية. كما يتمسك بطاولة حوار إلزامية تسبق الانتخابات الرئاسية بما يخالف الدستور بتحويل رئاسة مجلس النواب سلطة وصاية على الاستحقاق الرئاسي من الآن فصاعداً.
ورأت الأوساط أنّ الخروج من هذه الدوامة الرئاسية يكون، إما بالذهاب الى خيار ثالث، أو بعقد جلسة نيابية مفتوحة لانتخاب الرئيس الجديد.
وأشارت الى أنّ «الخماسية» شغّلت محركاتها لانتزاع الورقة الرئاسية قبل أن تدخل الولايات المتحدة في فَلَكها الانتخابي. وتسعى اللجنة الى فصل الرئاسة عن حرب غزة بعدما فشل المجتمع الدولي بفصل لبنان عن هذه الحرب بسبب ربط «حزب الله» بينهما.
وأبدت الأوساط نفسها خشية من أنه اذا لم تنجح مساعي «الخماسية» الحالية فلن تكون هناك انتخابات رئاسية جديدة هذه السنة وبعدها.
ومن بيروت الى بروكسل التي ستكون في الاسبوع المقبل محطة أساسية من أجل تغيير الموقفين الأوروبي والدولي من دفع المساعدات للنازحين السوريين في لبنان، ليكون في سوريا نفسها.
وبعد كل الضغط الذي مورس في لبنان على المستويات الرسمية والشعبية والديبلوماسية، سينتقل الضغط الى العاصمة البلجيكية التي وصل اليها النائبان بيار بوعاصي والياس اسطفان عضوا كتلة «الجمهورية القوية»، إضافة الى مسؤولي «القوات» في أوروبا تحضيراً لتظاهرات شعبية هناك تتزامن مع مؤتمر بروكسل. وتقول أوساط نيابية مواكبة لهذا التحرك، «إنّ لبنان أدى قسطه للعلى. ولم يعد قادراً على تحمل عبء النازحين السوريين الثقيل والمستمر منذ 13 عاماً». وتوقعت هذه الأوساط «أن ينصب الجهد على ألّا يبقى في لبنان وجود سوري غير شرعي من الآن وحتى نهاية السنة». ورأت أنّ ذلك «ممكن إما بوقف تقديم المساعدات في لبنان ما سيؤدي تلقائياً الى عودة الكثير من النازحين السوريين الى بلدهم، وإما أن يتخذ الأوروبيون والأميركيون قراراً بتجاوز «قانون قيصر» لتوفير المساعدات للنازحين مباشرة في سوريا».
ومن الديبلوماسية الى التطورات الأمنية. فقد تصاعدت مساء حدّة المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل. ونعى «الحزب» سقوط أحد عناصره. وقبل ذلك انتشل عناصر الدفاع المدني جثماني قتيلين سقطا جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت وسط بلدة ميس الجبل.
وتعرضت في المقابل، مواقع الجيش الإسرائيلي عند الحدود مع لبنان للرشقات الصاروخية، ودوّت صفارات الإنذار مراراً في بلدات في الجليل الأعلى تزامناً مع إطلاق قذائف من الأراضي اللبنانية.
وأتى التصعيد بعد إطلالة الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله لمناسبة تأبين الرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسي ورفاقه. وتوعّد نصرالله في هذه المناسبة إسرائيل بـ»مفاجآت»، رداً على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال فيها إنّ هناك «خططاً مفاجئة» تتعلق بالجبهة مع «الحزب» في الجنوب. وقال نصرالله: «نحن من يحق له أن يتحدث عن المفاجآت… يجب أن تنتظر منا ومن مقاومتنا المفاجآت».
وكرّر نصرالله التأكيد أنّ الجبهة في لبنان هي جبهة «إسناد لغزة»، مضيفاً «نحن نتمنى أن تقف الحرب في أي لحظة، لكن لو أصرّ (نتنياهو) على الحرب فهو يأخذ هذا الكيان الى الكارثة ويأخذ الجبهة المقابلة… إلى نصر تاريخي كبير».