Site icon IMLebanon

نداء الوطن: “أولي البأس” تتفوّق على “حرب تموز”

 

حماقة انتصار الوهم

 

“مبارك هذا الانتصار”، بهذه العبارة ختم الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم كلمته الباهتة والتي جاءت متأخرة ثلاثة أيام على إعلان وقف إطلاق النار، مستكملاً حلقة الخطاب الموحّد لكوادر “حزب الله” الذي يستميت دفاعاً وتسويقاً لمفهوم الانتصار.

 

 

استرسل قاسم في “مخيلة النصر” ليقول “انتصارنا اليوم يفوق انتصار عام 2006”. هذا التسويق الدعائي لتعويم الانتصار ناتج عن أمرين:

 

 

أولاً: عدم تقبل “الحزب” للهزيمة المدوية التي لحقت به عسكرياً. لقد خسر أمينه العام حسن نصرالله، رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين، والقادة فؤاد شكر، علي كركي، محمد حيدر، نبيل قاووق، ووسام الطويل وجميع قادة وحدة الرضوان وآلاف العناصر بين قتيل وجريح.

 

 

ثانياً: سياسياً لم تهضم كوادر “الحزب” تجرع سم بنود اتفاق وقف إطلاق النار وورقة الضمانات الأميركية الإسرائيلية والتي تشبه نوعاً من وصاية أمنية على كل لبنان، تلتزم عبرها الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل كبح جماح أنشطة إيران المزعزعة في لبنان بما في ذلك منع نقل الأسلحة أو أي دعم من إيران.

 

 

إن كانت هذه الهزائم المتتالية، معطوفة على حرية التحرك الاسرائيلي وتوغل دباباته في الخيام وتقييد حق عودة الجنوبيين إلى 72 بلدة حدودية، وتقييد حركة “الحزب”، قد شكلت انتصاراً في عقل الشيخ قاسم، فيبدو أن “متلازمة الوهم” تضرب عميقاً إلى حد تحويل مفهوم الانتصار إلى حماقة بكل المعايير السياسية والنفسية.

 

 

من جهة أخرى، فنّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بالتفصيل بنود الاتفاق وصوّب محاولات “حزب الله” حرف الحقائق وتسويق ادعاءات لا أساس لها. واعتبر في كلمة عقب ترؤسه اجتماعاً استثنائياً لتكتل “الجمهورية القوية” والهيئة التنفيذيّة في معراب، أن “الحزب ارتكب جريمة كبرى بحق كل اللبنانيين في العام الماضي، ولا سيما في حق أهالي الجنوب والضاحية والبقاع”.

 

 

وشرح جعجع كيف أن ورقة الضمانات بين الولايات المتحدة وإسرائيل أصبحت ملزمة بمفاعيلها للبنان، وما كان يوضع في خانة الخروقات الإسرائيلية قبل الحرب، أصبحت وبسبب “حزب الله” تحظى بغطاء دولي. ورأى أنه “بعد إقرار مجلس الوزراء اتفاق وقف إطلاق النار بات السلاح بيد “حزب الله” غير شرعي باعتراف الجميع، وبالتالي انتفت معادلة “جيش شعب مقاومة”. جعجع تناول وثيقة الوفاق الوطني، ولا سيما المتعلقة بحل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم أسلحتها للدولة، وسأل “في أي بند من هذه البنود ذُكرت “المقاومة”، أو “حزب الله”؟

 

 

دبلوماسياً، اختتم الموفد الفرنسي جان ايف لودريان جولته على المسؤولين اللبنانيين مؤكداً لوكالة “فرانس برس” الحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية خلال الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في التاسع من كانون الثاني المقبل.

 

 

وفي ما خص الجلسة الرئاسية المنتظرة، أكّدت مصادر كنسية لـ “نداء الوطن” أن البطريرك الراعي يأمل خيراً منها. ويرتفع منسوب التفاؤل في بكركي من منطلق أنه ممنوع الوصول إلى هذا التاريخ من دون انتخاب رئيس. وإذ تبدي بكركي عدم امتنانها لتأخير الرئيس بري موعد الجلسة إلى التاسع من كانون الثاني المقبل، إلا أنها باتت شبه مؤكدة وبنتيجة اتصالاتها وتواصلها مع سفراء وسياسيين أنه الموعد النهائي لانتخاب رئيس”.

 

 

وتؤكد بكركي “أن الانتخاب هو الأساس، وإذا تمّ التوافق قبل الجلسة فهذا أمر جيد، وستقوم بكل ما يلزم من أجل تسهيل الانتخاب، داعية جميع النواب وخصوصاً المقاطعين إلى عدم الاستمرار في المقاطعة وممارسة اللعبة الديمقراطية والذي يحصل على العدد الأكبر من الأصوات يفوز”.

 

 

ميدانياً، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين في المؤسسة الأمنية في إسرائيل تقديرهم باحتمال عودة القتال في لبنان بنسبة 50%. وفي السياق، يتواصل تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق أجواء العاصمة بيروت، كما قصفت دبابة ميركافا منزلاً في خراج برج الملوك محلة تل نحاس، ورُصدت جرافات للقوات الاسرائيلية تقتلع أشجار الزيتون قرب منطقة العبارة قبالة الجدار في بلدة كفركلا، كما أفيد عن إطلاق النار على المواطنين في الخيام خلال تشييعهم أحد أبناء البلدة.

 

 

وفيما شكلت اليرزة محطة أولى للجنرال الأميركي الذي سيترأس لجنة المراقبة على بنود وقف إطلاق النار، مستعرضاً مع قائد الجيش الخطوات المقبلة وكيفية تطبيق ما تم الإتفاق عليه خلال فترة الستين يوماً من الهدنة، وفي دلالة على الجدية في ضبط الحدود، توجهت عناصر من الجيش مع آلياتهم إلى عكار لضبط الحدود الشمالية ومنع تهريب السلاح والبضائع غير الشرعية ولمواجهة أي دخول غير شرعي للسوريين إلى لبنان بعد توقف الحرب.

 

 

وفي الانتقال إلى جبهة حلب وتطوراتها تتضارب السيناريوات حول توقيتها وتداعياتها على الداخل السوري. وفي الجديد الميداني تواصل قوات النظام السوري التصدي للهجوم الكبير الذي تتعرض له محافظتا حلب وإدلب، حيث نفذ الطيران الروسي والسوري 23 غارة على إدلب وريفها بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما أعلنت الفصائل المسلحة والنصرة سيطرتها على 64 قرية وبلدة في ريفي حلب الغربي والجنوبي بعمق 8 كلم.