ما تبقى من “حزب الله” لدعم ما تبقّى من الأسد
تتحرّك التطورات الداخلية لملاقاة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار. وينعقد مجلس الوزراء لهذه الغاية قبل ظهر اليوم في صور في صورة استثنائية لمواكبة خطوات انتشار الجيش في الجنوب وجهود إعادة إعمار ما تهدّم في الحرب الأخيرة.
وعشية الجلسة، أعلنت قيادة الجيش في بيان أنه “ضمن إطار متابعة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، جال رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي Major Gen. Jasper Jeffers والجنرال الفرنسي Brigadier General Guillaume Ponchin والعميد الركن إدغار لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني، بالطوافة فوق قطاع جنوب الليطاني للاطّلاع على الواقع الميداني. وستعقد اللجنة اجتماعها الأول مطلع الأسبوع المقبل”.
وفي موازاة ذلك، تتحرك التطورات في سوريا حيث للبنان حصة تتعلق بالحدود الشرقية والشمالية كما تتعلق بانهيار النفوذ الإيراني على الحدود السورية العراقية ما يعني انتهاء خط الإمداد العسكري الإيراني لـ”حزب الله” كما قال مساء أمس رئيس “حزب القوات اللبنانية سمير جعجع
وبين لبنان وسوريا يبقى ملف الاستحقاقات الرئاسية تحت الأضواء . ولا تزال الاتصالات ناشطة لملاقاة جلسة 9 كانون الثاني المقبل التي من المفترض أن تسفر عن إنهاء الشغور الرئاسي بانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية.
وفي هذا السياق ، علمت “نداء الوطن” أن تكتل “الاعتدال الوطني” بدأ حراكه الرئاسي، وهو سيزور معراب الخميس المقبل لبحث الاستحقاق الرئاسي، وسيكثف لقاءاته مع المعارضة السيادية والمستقلين والوسطيين من أجل الاتفاق على اسم في جلسة 9 كانون ان تمت.
وحزم التكتل موقفه في هذا الاتجاه حيث يشدد على أن زمن التصويت بورقة بيضاء انتهى والآن حان وقت الاتفاق على مرشح مع القوى القريبة منا خصوصاً أن مواصفات الرئيس واضحة وتتمثل بانتخاب رئيس سيادي وإصلاحي وإنقاذي يطبق القرارات الدولية جميعها دون استثناء واتفاق الطائف.
بدروه صرّح جعجع مساء أمس في مقابلة مع برنامج “صار الوقت” الذي تبثه قناة MTV ويقدمه مارسيل غانم قائلا: “نريد رئيساً يتبنى تطبيق القرارات الدولية ويحمي الشرعية اللبنانية والدولة وسنُعطي أنفسنا فرصة لمدة أسبوعين للتوافق على مرشح لديه المواصفات”. أضاف: “نحن في صدد معركة رئاسية حاسمة أو يأتي رئيس لتصحيح المسار أو تبقى الأمور على ما هي عليه”.
ورداً على سؤال، قال “زيارة وليد جنبلاط إلى معراب ستحصل عاجلاً أم آجلاً وأُرجئت بسبب الأحداث الكثيرة التي حصلت وزيارته لاحقاً إلى باريس”.
ورأى جعجع ان اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل قام به “حزب الله” ووافق عليه، وإذا أراد أن “يمزح” ولا ينفذ الاتفاق، فليمزح لوحده، ولكن نحن لن نقبل أن نعود إلى الوضع الذي كان قائماً قبل 8 أكتوبر 2023″.
وأضاف: “ستُطبق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، وإلّا البلد ذاهب إلى المجهول”. وقال: “اليوم نعيش في ظل غياب الدولة، ونريد تطبيق هذه القرارات لبناء الدولة”.
وعن الأحداث في سوريا، أوضح جعجع، أنه “بالنسبة لما يحصل في سوريا حالياً، برأيي أن خلفية من خلفيات هذه العملية هي إخراج إيران من سوريا، وهو ما بدأ يظهر بالسيطرة على المعبر الرابط بين سوريا والعراق”. وخاطب “حزب الله” قائلا: Game Over.
على صعيد متصل، قال مصدران أمنيان لبنانيان كبيران لـ “رويترز” إن “حزب الله” أرسل ليلة أول من أمس عدداً صغيراً من “القوات المشرفة” من لبنان إلى سوريا للمساعدة في منع مقاتلي المعارضة من الاستيلاء على مدينة حمص المهمة استراتيجياً.
وقال أحد المصدرين لـ “رويترز” : “سقوط حمص خط أحمر”، وأن ضباطاً كباراً انتشروا للإشراف على بعض مقاتلي “حزب الله” الذين كانوا في سوريا قرب الحدود مع لبنان منذ سنوات.
وقال ضابط من الجيش السوري ومسؤولان من المنطقة تربطهما صلات وثيقة بطهران لـ”رويترز” أيضاً إن قوات نخبة من “حزب الله” المدعومة من إيران عبرت من لبنان خلال الليل واتخذت مواقع في حمص.
من ناحيتها ، وجّهت الفصائل المُسلّحة السورية مساء أمس، رسالة إلى اللبنانيين قالت فيها “نتطلع لعلاقات دبلوماسية تحقق مصالحنا المشتركة”.
وأشارت الرسالة إلى أن “أزمة سوريا شارفت على الانتهاء وعودة النازحين اقتربت”، وأضافت: “من يدعوكم للانخراط بالميدان السوري سيتخلى عنكم، والمعركة ليس مع أي منكم ولا تنخرطوا في المواجهة”.