IMLebanon

نداء الوطن : لرئيس يصحّح الانفصام بين الواقع الحالي وإعصار المنطقة

“مرشح التهريبة” جورج خوري خارج التداول…

 

 

حتى الساعة لم تفض الحركة على خط الانتخابات الرئاسية إلى نتيجة متقدمة باستثناء محاولات خلق مساحات مشتركة بين الكتل المتباعدة لتقريب وجهات النظر، وإعلان رئيس المجلس التنفيذيّ لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام ترشّحه رسميّاً إلى سدّة الرئاسة اللبنانيّة، واستعداده لتحمّل وتولّي هذه المسؤوليّة الوطنيّة.

 

 

 

بعيداً من التكتيكات اليومية، يبدو المشهد الرئاسي أمام انقسام عمودي، بين فريق سيادي يبحث عن رئيس على مستوى المرحلة، يبدأ ببناء لبنان الجديد انطلاقاً من التطورات والتغيير الحاصل داخلياً أو خارجياً، وفريق آخر يتقن فن المواربة والتذاكي، ويعيش حالة من الإنكار للمتغيرات في لبنان والشرق الاوسط، كما يرفض إعادة قراءة المسار الجديد لاستنتاج مقاربات مختلفة.

 

 

 

وعلى الرغم من الانقسام الحاصل، تبقى قنوات التواصل بين معراب وعين التينة مفتوحة، بحسب مصدر قواتي مطلع، لكنها لم تؤد إلى نتيجة ملموسة حتى الساعة، والمشكلة الأساسية بحسب المصدر أن الرئيس بري لا يأخذ في الاعتبار المستجدات الإقليمية، بعد سقوط نظام بشار الأسد، وذبول وضعية “حزب الله” على الصعد كافة. وعليه لن تقبل القوات تجاهل الفريق الآخر لهذه المتغيرات الاستراتيجية في سوريا ولبنان.

 

 

 

ولاحظت “نداء الوطن” انكباب القوات على عقد اجتماعات على مستويات عدة، خلصت إلى قناعة بوجود حالة من الانفصام بين الواقع اللبناني الحالي والتغيير الكبير الحاصل في المنطقة، وأن المعركة الرئاسية ستشكل العامل الأهم في تصويب هذا الانفصام واللحاق بالتحولات الاستراتيجية الحاصلة.

 

 

 

وفي السياق، أشار مصدر سياسي مطلع لـ “نداء الوطن”، إلى أن الكثير من الأسماء المطروحة للرئاسة باتت غير مطابقة للمواصفات، مضيفاً أن الاجتماع بين تكتل “الاعتدال الوطني” ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع كان على قدر كبير من الانسجام، وفي نهاية المطاف سيكونون على موجة واحدة.

 

 

 

وعلمت “نداء الوطن” أن النائب السابق هادي حبيش جمع العميد جورج خوري مع كتلة “الاعتدال الوطني” إلى مأدبة عشاء أمس، في حين بات موقف أغلبية نواب “الاعتدال” رافضاً للسير بمرشح لا ترضى عنه القوات اللبنانية والمعارضة ولا يؤسس لعلاقات جديدة مع السعودية ودول الخليج والعرب، لذلك اقتصر العشاء على المجاملات الاجتماعية، أما رئاسياً فكان سلبياً.

 

 

 

 

 

تضيف المصادر أن “البورصة الرئاسية والنقاش بين الكتل لم يصل إلى حدّ الأخذ والردّ في الأسماء بل اقتصر على النقاشات وهذا ما حصل في لقاء “الاعتدال الوطني” في معراب بعد حسم النواب السنة اصطفافهم إلى جانب المعارضة السيادية.

 

 

 

 

 

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن اللقاء المرتقب بين جعجع والرئيس السابق للحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط والذي سيبحث في الملف الرئاسي لن يعقد هذا الأسبوع.

 

 

 

وفيما تستمر المشاورات الداخلية، لفتت حركة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، التي من الواضح أنها تنم عن عزل سياسي بامتياز. فهو يحاول من خلال تحركه هذا أن يعوض النقص الحاصل في قوته السياسية، ويحاول أن يلعب أدواراً من دون تكليف من أحد.

 

 

 

 

 

وأشارت مصادر لـ ” نداء الوطن” إلى أن بري وباسيل حاولا القيام بـ”تهريبة” رئاسية من خلال طرحهما العميد جورج خوري لكنها باتت خارج التداول.

 

 

 

تضيف المصادر أن الرئيس بري اقترح على اللجنة الخماسية فكرة طرح ثلاثة أسماء يتم اختيار اسم واحد خلال الجلسات المتتالية لمجلس النواب، علماً أن بري لم يدخل في لعبة الأسماء في خلال اجتماعه الأخير مع سفراء الخماسية.

 

 

 

وتلفت المصادر إلى اجتماع عقد داخل سفارة دولة كبرى مع بعض نواب المعارضة، وقد طرح أحدهم الأسماء الآتية: سمير جعجع بحكم أنه الأقوى مسيحياً، سامي الجميل، وميشال معوض. وتوجه النائب المعارض خلال الاجتماع إلى السفير بالقول: “إذا لديكم أي تحفظ على الأسماء المذكورة بإمكاننا طرح اسم رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود كونه شخصية قضائية مرموقة”. وقد انتهى الاجتماع بانطباع جيد وجدي بحيث لم يتم رفض أي من الأسماء التي طرحها نواب المعارضة، وبالتالي ستكون موضع دراسة وتشاور.

 

 

 

من جهة ثانية، تذهب مصادر متابعة لحراك اللجنة الخماسية باتجاه آخر وقالت لـ “نداء الوطن” إن كل ما يحكى عن تحرّك سينتج رئيساً، لا يستند إلى وقائع علمية بل أمنيات، فواشنطن لم تحسم موقفها بعد، والحراك الفرنسي لا يوصل إلى أي نتيجة، وثمة تعليمات سعودية بزيادة الاهتمام بالملف اللبناني من دون أن يعني ذلك اقتراب الحسم، بل يأتي في إطار المراقبة، لذلك تتريث الكتل الكبرى في حسم موقفها.