قبل عام تماماً ولدت “نداء الوطن”. واليوم نراها كما أردناها تحتل مكانها اللائق بين الصحف اللبنانية، وتعزّز مكانتها في المجتمع السياسي ولدى الرأي العام.
قلّما حدث لصحيفة جديدة ان أثّرت بالأحداث وتأثرت بها مثلما حدث لـ “نداء الوطن”. صحيح ان لبنان يعيش أزمات متلاحقة ومفاجآت وأرضه خصبة بالأخبار والتحليلات، لكن خوض صحيفة ورقية غمار التجربة في زمن انحسار الصحف وعصر وسائل التواصل الاجتماعي، كان تحدياً ربحناه بالاحتراف وصلابة الموقف وأحقية القضية التي نذرنا أنفسنا للدفاع عنها.
كان شعارنا “مش بس جريدة… قضيّة” ملهماً، وهَمَّاً دائماً نحمله في ضميرنا كلما نقلنا خبراً أو حلّلنا ظاهرة، أو أعلنّا موقفاً، ووجدنا القارئ متعطشاً لخطاب واضح ورؤية لا لبس فيها ولا لف ودوران. وليس مصادفة اننا بعد عشرة أسابيع من صدورنا تعرضنا لدعوى قضائية ظاهرها قانوني وباطنها استهداف سياسي لئيم، لكننا واجهناها بصلابة حقنا في التعبير الذي يكفله الدستور وبتضامن من أحرار وسائل الاعلام والمجتمع السياسي أحزاباً وشخصيات، فشهدت قاعات مقرِّنا وساحة قصر العدل اعتصامات تضامن دلّت على عمق تعلق اللبنانيين بالحرية، إلى أن انتصر العدل وزهق الباطل بحُكمِِ سَفَّه المتطاولين على الصحافة والحريات.
ومنذ انطلاق ثورة الشباب اللبناني، لم تتردّد “نداء الوطن” لحظة واحدة في الانحياز. فكانت ولا تزال صوتاً لتلك الانتفاضة التي طلبت إنهاء النهب والفساد وإقامة دولة القانون والمواطنية وإعلاء المصلحة الوطنية على كل الولاءات الزبائنية والطائفية والاقليمية.
و”نداء الوطن”، بنسختها الورقية وموقعها الالكتروني، تتابع مسيرتها بتقدم ثابت لتوسيع دائرة قرائها وتزويدهم بالمحتوى الموضوعي في السياسة والتحقيقات والاقتصاد والفنون والرياضة، وبالموقف الجريء غير المساوم على الثوابت الوطنية الضامنة لوحدة الأرض والشعب ولسيادة الدولة. والفضل الأول في ذلك يعود إلى فريق عمل مهني يتمتع بالخبرة والالتزام، وأقلام صحافية متنوعة تعكس تعدد اتجاهات مجتمعنا وأفراده، مع إفساحِِ في المجال لكل الآراء والمشاركات التي تشكل قيمة مضافة وتُثري النقاش.
هكذا تعاهد “نداء الوطن” قراءها على الاستمرار في التعبير عن همومهم وطموحاتهم وعن قضيتها، وكلها أملٌ أن يتمكن الشعب اللبناني، مع اقتراب المئوية الأولى لتأسيس لبنان الكبير، من إحداث تغيير جذري يطيح بكل منظومة الفساد، ويحقق أمنيته ببناء لبنان جديد.