Site icon IMLebanon

نداء الوطن: روائح الحرب تتصاعد… والدولة تلملم “الخرطوش”

“مجموعة الخمس” توازن بين خروقات إسرائيل و”حزب الله” لـ 1701

 

لا يبدو أنّ “حرب المسيّرات” التي أطلقها الأمين العام لـ”حزب الله” قد فعلت فعلها المرتجى في لجم الإسرائيليين إنما زادتهم استفزازاً وخرقاً للسيادة الوطنية مع ما يشبه “الاستعراضات المسيّرة” خلال الساعات الأخيرة في سماء لبنان وعلى علو منخفض في أكثر من منطقة بقاعاً وشمالاًوجنوباً. وبانتظار ما ستؤول إليه مشهدية اللعب بالنار بين إسرائيل والحزب، تبدو الدولة اللبنانية واقفة على الرصيف عند “حافة الهاوية” تترقب كما عموم اللبنانيين ما ستنتهي إليه هذه المشهدية، وتعمل على لملمة “الخرطوش” من أرض المعركة بينما روائح الحرب آخذة بالتصاعد من كل حدب وصوب. على أنه يُسجّل لأركان الدولة خلال الساعات الأخيرة محاولتهم استدراك سيادتها من خلال سلسلة تصريحات ولقاءات ديبلوماسية وأممية، وإن كان رئيس الجمهورية ميشال عون جنح في حماسته السيادية باتجاه تغطية قرار “حزب الله” بالتصدي لإسرائيل “لأنّ ما حصل هو “بمثابة إعلان حرب” يتيح لنا اللجوء إلى حقنا بالدفاع عن سيادتنا واستقلالنا وسلامة أراضينا”.

 

في الغضون، ومقابل دعوة الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس في التحركات والخطابات”، توالت التقارير الغربية الواردة من عواصم دول القرار لترسم معالم مشهد قاتم على صعيد لبنان والمنطقة، وفق ما بدا من التحذير الروسي بارتفاع أسهم الحرب في الشرق الأوسط، ومن الإشارة البريطانية عبر “ديلي تلغراف” إلى أنّ احتمال اندلاع حرب بين إسرائيل و”حزب الله” بات “قريباً جداً”، وصولاً إلى ما نقلته أوساط ديبلوماسية لـ”نداء الوطن” عن دوائر قصر الإليزيه من مخاوف فرنسية جدية إزاء انزلاق الأوضاع بين إسرائيل و”الحزب” نحو مواجهات عسكرية، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ التقارير التي يرفعها المسؤولون العاملون ضمن إطار قوات “اليونيفيل” تعبّر كذلك عن ارتفاع حظوظ هذه المواجهات، خصوصاً في ضوء التطورات الأخيرة التي ربطت ثلاث جبهات على خط النار في لبنان وسوريا والعراق.

 

وعشية انعقاد المجلس الأعلى للدفاع في اجتماع طارئ بعد ظهر اليوم في قصر بيت الدين، لمناقشة تسارع الأحداث والتطورات الأمنية والعسكرية بين استهداف الضاحية الجنوبية في بيروت ومنطقة قوسايا في البقاع على الحدود مع سوريا، برز أمس استقبال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي سفراء وممثلي مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ليبلغهم خلال اللقاء بأنّ “الحكومة اللبنانية ترى أنه من المصلحة تفادي أي انزلاق للوضع نحو تصعيد خطير، ولكن هذا يحتاج إلى إثبات المجتمع الدولي رفضه لهذا الخرق الفاضح لسيادتنا وللقرار 1701″، داعياً إياهم إلى أن تحافظ دولهم على الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة “لأن أي تصعيد قد يتطور إلى دورة عنف إقليمية لا يمكن لأحد التنبؤ بالمدى الذي ستبلغه”.

 

وعن أجواء سفراء “مجموعة الخمس”، أفادت معلومات “نداء الوطن” أنّ دولهم ليست مقتنعة كلياً بوجهة نظر لبنان إزاء خروقات القرار الدولي 1701، بل هي تُوازن في تحميل المسؤولية عن هذه الخروقات بين إسرائيل و”حزب الله”، وعليه فإنّ مصادر مواكبة لهذه الأجواء وصفت الحديث بين المسؤولين اللبنانيين والمسؤولين الغربيين بأنه “حوار طرشان”، يتحدث اللبنانيون فيه عن خروقات إسرائيل وتهديداتها ويتحدث الغرب فيه عن تهديدات “الحزب” وخروقاته.

 

وإذ أشارت إلى أنّ “المجتمع الدولي حريص على الوقوف مع الدولة اللبنانية لكنه غير مستعد للوقوف إلى جانب “حزب الله” ضد إسرائيل”، حذرت المصادر من أنّ “لبنان دخل فعلياً في مرحلة جديدة وخطيرة، ومن هنا يأتي الاستنفار الدولي والديبلوماسي إزاء المستجدات الأخيرة”، مع إِشارتها في الوقت عينه إلى “بصيص أمل يلوح في الأفق لتجنب التصعيد على الجبهة اللبنانية من خلال الرهان على نجاح الديبلوماسية الفرنسية في إقناع طهران بضرورة تحييد لبنان عن صراعاتها الإقليمية، وذلك على هامش التحضير الفرنسي لعقد لقاء قريب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني”.