IMLebanon

نداء الوطن: كلمة بري “هامة جداً جداً جداً”… وجعجع “لن يستثني أحداً”

 

لبنان “مغناطيس” المخاطر

“الثقة” هي الركيزة الرئيسية التي يقوم عليها الاقتصاد. إن هي انعدمت يصبح الاقتصاد رهينة “المخاطر” على مختلف أنواعها. وفي لبنان تتوالى المخاطر المالية والاقتصادية وتتوالى معها الأنباء والتوقعات السوداوية دورياً وبلا انقطاع حتى أضحت نظام حياة للبنانيين، يصبحون ويمسون عليه في الآونة المشؤومة الأخيرة… بدءاً من تقارير وكالات التصنيف، ندرة الدولار والعجزين التوأمين (الخزينة وميزان المدفوعات)، مروراً بالمواجهة العسكرية المتوقعة مع إسرائيل، وصولاً الى قضية “جمّال ترست بنك” وأخبار ناقلة النفط الايرانية وتوجهها إلى المياه الإقليمية اللبنانية، مع ما يعنيه ذلك من جرّ لبنان مباشرةً من مستنقع العقوبات على “حزب الله” إلى بحر العقوبات على طهران، وكل ما ترتبه هذه المستجدات من انعكاسات دراماتيكية على الساحتين الاقتصادية والمالية. كلّ ذلك في أقلّ من أسبوع، وكأنّ لبنان الذي يطمح أن يكون جاذباً للاستثمارات قد أصبح تحت وطأة التطورات بمثابة “المغناطيس” الجاذب للمخاطر من كل حدب وصوب.

 

فما أن نام اللبنانيون على قطوع تدني التصنيف الإئتماني لبلدهم، حتى استفاقوا على غارة “المسيّرات” والرد العسكري المرتقب عليها بين حين وحين وما قد تستجرّه من رد عسكري إسرائيلي قد يبدأ محدوداً وقد لا ينتهي على الشاكلة نفسها، سيما في ضوء الأريحية التي باتت تتعاطى بها إسرائيل إزاء “حزب الله” على وقع احتدام لعبة “تغيير المعادلات” بين الجانبين، خصوصاً وأنّ الصحافة العبرية باتت تتحدث عن “كسر إسرائيل الحاجز النفسي” مع “الحزب” حينما وصلت بخرقها الجوي إلى عقر داره في عمق الضاحية الجنوبية، إلى درجة مجاهرة صحيفة “معاريف” بكون “الحرب الثالثة” مع لبنان واقعة لا محالة. في حين يواصل “حزب الله” سياسة الاستنفار خلف “دشمة” الدولة بعد اطمئنانه إلى وضع أركان الحكم كل ثقلهم في ميزان حساباته الاستراتيجية بمواجهة إسرائيل، ليعمد أمس إلى تسليم الطائرتين المسيّرتين الإٍسرائيليتين إلى استخبارات الجيش اللبناني.

 

وبينما لا تزال ساحة المواجهة العسكرية مفتوحة على شتى الاحتمالات والمنزلقات في لبنان، أتاه بغتة إدراج “جمّال ترست بنك” على لائحة العقوبات المفروضة على المتعاملين مع “حزب الله”، من بوابة اتهام المصرف بتنسيق أنشطة “الحزب” المالية مع عضو كتلة “الحزب” البرلمانية النائب أمين شري. وما أن سارع حاكم “المركزي” والقطاع المصرفي إلى تدارك الأخطار الناجمة عن هذا التصنيف وقطع السبل أمام انعكاساته السلبية على ثقة المودعين بالقطاع، حتى دقت الناقلة الإيرانية “أدريان داريا 1″، المطارَدَة دولياً، مياه لبنان الإقليمية عبر أنباء تركية رسمية تؤكد الوجهة اللبنانية للناقلة، ليعود المسؤولون المعنيون في لبنان إلى المسارعة باتجاه الحؤول دون تجرّع كأس “النفط” الإيراني المحظور، عبر سلسلة تصريحات تؤكد عدم تلقي أي طلب لدخول الناقلة الإيرانية الموانئ اللبنانية.

 

إذاً، بين حدث سيئ وآخر أسوأ، تتوالى الأحداث على الساحة اللبنانية، في حين يترقب الوسط السياسي جملة مواقف وازنة خلال نهاية الأسبوع، تبدأ اليوم مع رسالة من رئيس الجمهورية ميشال عون يحدّث خلالها اللبنانيين عن “لبنان الكبير” في ذكرى مئويته، وما يحدق بهذا البلد الصغير من تحديات ومخاطر تتهدده اقتصادياً وأمنياً، بالإضافة إلى كلمة مرتقبة اليوم أيضاً لرئيس مجلس النواب نبيه بري، آثرت مصادر عين التينة عدم الخوض في مضامينها واكتفت بوصفها لـ”نداء الوطن” بأنها كلمة “هامة جداً جداً جداً”، مشيرةً إلى أنّ خطاب بري اليوم سيركّز على “النصف المليء من الكوب”، من زاوية ما تحقق من إنجازات إصلاحية لا سيما على صعيد إقرار موازنة 2019 والانتهاء من تحضير موازنة 2020، بالإضافة إلى تطرقه أيضاً إلى “لقاء المصارحة والمصالحة” بعد حادثة قبرشمون، على أن يكون لبري “موقف مفصّل من الاعتداء الإسرائيلي الأخير والموقف اللبناني الموحد إزاءه”.

 

وغداً، يتجه المرصد السياسي إلى معراب لتتبّع كلمة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في ذكرى شهداء “المقاومة المسيحية”. وعلمت “نداء الوطن” أنّ جعجع “لن يستثني أحداً” في كلمته المرتقبة، لا سيما وأنها تأتي بعد سلسلة من الأحداث التي تؤشر إلى وجود توجه نحو عزل “القوات” وتطويقها سياسياً ومؤسساتياً، علماً أنّ تداعيات انتخابات العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية لن تغيب عن الكلمة تحت وطأة الخيبة “القواتية” مما آلت إليه أمور “العهد”، في ظل ذهنية الاستئثار بالسلطة وتغليب منطق الدويلة على الدولة.