IMLebanon

حجارة العهد القوي

يقول رئيس الجمهورية ميشال عون إنه “مستمر في العمل على إعادة تركيب الدولة حجراً حجراً، والتعيينات ستكون على أساس اختيار النخبة”.

في الشق الأول من الجملة نصدق فخامة الجنرال، فالعهد القوي حتى قبل وصوله إلى قصر بعبدا، ساهم بتفكيك الدولة وبعثرة حجارتها.

حينها لم نفهم أبعاد هذه الخطة. لكن الإجراءات المؤلمة والدامية بجرعاتها المتتالية أفهمتنا أن الهدف هو إعادة التركيب وتغيير صيغة البلد.

أما في الشق الثاني، فليسمح لنا. ذلك أن مفهوم النخبة التي يمكن أن نثمن ومضاتها المضيئة لتحول دون استكمال الانهيار الشامل، هو غير ما يشي به أسلوب التعيينات.

قد يقول قائل إن العلة في إيماننا وفي تفكيرنا النمطي والتقليدي وخوفنا من التغيير وسوء فهمنا للإصلاح. وأن المطلوب أن نصدق العهد القوي الذي يتحالف ويتعاون مع جميع من خاصمهم وخوَّنهم وكال لهم الاتهامات بالفساد. إذ ليس مُهِمّا أنه مسح اتهاماته التي بنى عليها أمجاده وسامح حلفاء اليوم عما ارتكبوه بحق الوطن. فالأولوية حالياً للمصالحات التي تؤمن الاستقرار السياسي والأمني ليصار بعدها إلى تجميع الحجارة وتوكيل وظيفة إعادة التركيب إلى الطبقة السياسية “الفاسدة” إياها، كما كان يصفها.

وكأن إنجازات النخبة الحالية ممن يتولون مقاليد السلطة والإدارة، لم تكف، ليتحفنا العهد القوي بزبدة من أصحاب الكفاءة الذين يحضرون موسوعات عن الإنجازات التي لم تنجز إلا في أذهانهم، فيما لا يزال العشاء خبزاً وزيتوناً. هذا إذا توفرا. وإلا فطبخة بحص.

أو كأن الاستقرار السياسي والأمني يمكن أن تقوم قيامته في ظل هذه الازدواجية المستعرة بين الاحتفالات بمئوية إعلان “لبنان الكبير” من جهة، وإعلان الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله أن “لبنان جزء من محور المقاومة، ليس على الحياد ولن يكون على الحياد”.

وفي ظل هذه الازدواجية، ليخبرنا العهد القوي أي حجارة سيستخدم لإعادة بناء الدولة؟ وأي دولة؟

ألم يتناهَ إلى مسامعه أن لا قيامة لدولة وفق هذه المعادلة؟

بالتأكيد لا تكفي كل الكسارات ومقالع الحجارة الشرعية وغير الشرعية لتطبيق خطة العمل الجديدة والخلاقة التي تتوافق مع احتفاظ أحجار شطرنج التركيبة السياسية بمكانهم في التركيبة، وإن خسر معظمهم مكانته أو أعاد تدوير الزوايا، وحمل الحجارة على ظهره ليضعها حيث تصدر التوصيات من الباب العالي الذي انتقل من الإمبراطورية العثمانية إلى الإمبراطورية الفارسية.

أي قيامة مرجوة؟ وأي نخبة ستساهم في تحريك عجلتها، إذا كان قلب من يدير العهد القوي من حجر، وقلوبنا على خشبة خلاص تنقذ “لبنان الكبير” من حاملي الحجارة، الذين يتجاوزون قدراتهم ليتحفونا بالنسخة الجديدة المطلوبة لوطن عظيم، يقول للعالم كله إن “إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي، دام ظله”.