رئيس “التيار” يؤدّي زيارة خاطفة إلى طرابلس صباح اليوم
عجّل رئيس “التيار الوطني الحرّ” الوزير جبران باسيل موعد زيارته المزمعة إلى طرابلس بدل أن يلغيها كما كان متداولاً في أعقاب حادثة قبرشمون، وفي ظل وجود حالة امتعاض عارمة من هذه الزيارة لدى شريحة واسعة من أبناء عاصمة الشمال. وهكذا ينتظر أن يحلّ باسيل في الفيحاء اليوم صباحاً، بدلاً من الغد، وأن تكون زيارته خاطفة وتقتصر على لقاء في معرض رشيد كرامي الدولي، على أن تستكمل الجولة الشمالية في عكار ثم في زغرتا الزاوية.
وأمس تمنّى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار على الطرابلسيين التزام ثقافة وأخلاق المدينة في أسلوب تعبيرهم عن رفض الزيارة، لافتاً إلى أنّ باسيل يعلم جيّداً رأي الطرابلسيين بزيارته، وشدّد المفتي الشعار لصحيفتنا على “أن هناك آداباً للزيارة، للزائر أو لمن يُزار”.
وكانت النصائح المقدّمة إلى باسيل بإرجاء هذه الزيارة انقلبت على أعقابها، لصالح مقاربة أخرى تقول بأنّ تراجع باسيل في هذه اللحظة بالذات هو بمثابة انكسار له وللعهد، مع كونه مطالب في الوقت نفسه بـ”دوزنة” خطابه أكثر من قبل، وعلمت “نداء الوطن” من كوادر في “التيار الوطني الحرّ” أن حزم باسيل قراره بالذهاب إلى طرابلس يأتي على خلفية النصح من رئيس الجمهورية لباسيل بأن بعد عدول الأخير عن تكملة جولته في منطقة عاليه الأحد الماضي “لا خيار أمامك الا المتابعة وعدم التراجع، وأنا معك بكل ما أوتيت من قوة”.
في غضون ذلك، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للوزير السابق أشرف ريفي وهو يعلّق على الزيارة واصفاً باسيل بأنه “داعش المسيحيين والبلد لا يتحمل دواعش المسلمين ولا المسيحيين فانتبه على حالك”.
وفيما الشمال يتحضّر للإختبار الباسيلي اليوم، كانت بلدة الرملية في قضاء عاليه تشيّع ابنها رامي سلمان أحد مرافقي الوزير صالح الغريب الذي قضى في حادثة قبرشمون، وسط مناشدة من النائب طلال أرسلان للرؤساء الثلاثة بـ”عدم خلط دم الأبرياء بالسياسة”، مشدّداً على مطلب الإحالة إلى المجلس العدلي. واليوم يشيّع المرافق الثاني للغريب، سامر أبو فرج، في بلدته بعلشميه في قضاء بعبدا. وكان “الحزب الديمقراطي اللبناني” الذي يرأسه أرسلان وزّع على الإعلام بالأمس فيديو اعتبر أنّه يظهر أن الإعتداء على سيارة الغريب كان كميناً مدبّراً.
أما رئيس “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط فغرّد ليلاً بأنّ ما حصل الأحد الماضي كان اعتداء على المواطنين العزّل في قرية البساتين الذين قاموا بالدفاع عن النفس.
في هذا الوقت يتابع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مساعيه لتسليم سائر المطلوبين في حادثة قبرشمون، والتقى أمس بالرئيس سعد الحريري بهذا الخصوص. وينتظر أن يقوي التمكن من تسلّم جميع المطلوبين حجّة القائلين بالإكتفاء بالقضاء العادي، في مقابل اصرار المعارضة الدرزية بالدرجة الأولى، و”التيار الوطني الحر” بالدرجة الثانية على المجلس العدلي. وفي هذا السياق، لا يبدو أنّ جلسة حكومية في الأفق طالما أنّ الخلاف حول المجلس العدلي ما زال قائماً، هذا إن مرّ “قطوع طرابلس” بأقل أضرار ممكنة!