IMLebanon

لماذا كابوس الحرب بدلاً من حلم الإستقرار؟

 

 

نعيش يومياً في خوف، وشبح كابوس حروب جديدة ودمار ودماء، فلماذا لا نستطيع أن نعيش حلم التفاوض والإتفاق والسلام الذي سينتج بناء وإنماء؟

لا يوجد بلد أو أي رقعة في العالم، لم تعش حرباً. لكن الفارق الكبير أنّ أكثرية هذه البلدان قد طَوت صفحة الحرب، وتعلّمت من أخطائها، وبنت دولاً، واستعادت استقرارها وإنماءها وازدهارها، وأسّست سلاماً حقيقياً ومستداماً.

 

أما في لبنان، فهل مكتوب علينا أن نعيش حروباً متوالية؟ أو نكون صندوق بريد لحروب الآخرين على أرضنا؟ لم نتعلّم شيئاً من كل هذه الحروب المدمّرة، إذ لا توجد عائلة، لم تدفع ثمن الشهادة، ولا بيت لم يتفرّق جرّاء الهجرة، ولا منزل لم يُدمّر، فلماذا علينا دفع هذه الكلفة الباهظة مراراً وتكراراً؟

 

فاللبنانيون عاشوا الحرب، لكن لم يطووا صفحتها، فسكتت المدافع جرّاء إتفاق أو صفقات عدة، لكن لم يبنوا سلاماً مستداماً، فالإتفاق لم يكن السلام الحقيقي، بل كان توزيع حصص ومكاسب ومراكز، واستبدال «بدلات» الحرب بـ«بدلات» العمل وربطات العنق، و«عدّة البلف».

 

فدفعنا ثمن الحروب الغالية جداً، من دون أي نتيجة ومن دون أن نتعلّم شيئاً منها، وها نحن أيضاً وأيضاً نعيش تحت شبح كابوس حرب جديدة، مع أهداف غير واقعية ووهمية.

 

لسوء الحظ، لقد خسرنا مكوّنات الصمود، ولا شعبنا ولا اقتصادنا ولا قطاعات الإنتاج ولا مؤسساتنا تستطيع أن تُواجه أيّ عدوان جديد، وندرك تماماً أن في كل هذه الحروب التي مرّت بنا، قد انتهت من دون غالب ولا مغلوب، ولم يدفع ثمنها إلاّ الشعب والإقتصاد.

في الوقت عينه، لقد اختبرنا الحرب والحروب، لكن إختبرنا أيضاً السلام والإستقرار. وشاهدنا خلال هذه السنوات الذهبية كيف استعدنا بناء الوطن والدولة، واسترجعنا الإنماء، ورفعنا قيمة العيش، واسترجعنا جزءاً مهماً من المغتربين، واستقطبنا الإستثمارات، وعشنا في عز وكرامة وحب الحياة. فعشنا واختبرنا الحرب والدماء والشهادة، وأيضاً التفاوض والإستقرار والسلام. فلماذا نذهب دائماً إلى خيار الدمار وليس نحو خيار الإستقرار؟

 

في المحصّلة، إنّ من أهم نقاط قوتنا هي الريادة والإبتكار وأفكارنا الخلاّقة والإبداعية، التي نستطيع أن ننافس بها أكبر شركات مجاورة، إقليمية وعالمية. وسلاحنا الإقتصادي، هو عبر الإنتاج والإبداع اللذين ليس لهما حدود، فلنُركّز سوياً على هذه العزيمة الحقيقية، ولنستفِد من إنتشارنا في العالم، بفرض قوتنا الإقتصادية والإنمائية عبر الإنتاج والبناء، والتفاوض والإستقرار والسلام، وليس عبر الحروب والتدمير والدماء، والكوابيس والأشباح السوداوية.