IMLebanon

نهاد المشنوق و«شياطين 7 أيّار»!

«لماذا إيقاظ الشياطين اليوم؟» التساؤل لوزير الداخليّة نهاد المشنوق ـ في كلمته في حفل تكريم الحجّاج اللبنانيين ـ في  معرض حديثه عن «الدوحة اللبناني» الذي طالب به رئيس المجلس النيابي وهي»خدعة» أو «بدعة» جديدة لـ الثنائيّة الشيعيّة» في محاولة منها لتكريس قبضها على زمام لبنان ودستوره وإمعان منها في شلّ البلاد إلى حين تحقيق مشروعها!!

قد أختلف مع الوزير نهاد المشنوق ـ ومع كثير من السياسييّن ـ بأنّ الرئيس نبيه برّي «ليس هو المعني بالتعطيل»، ولكنّني أتفق معه في جملة ما طرحه من تساؤلات «هناك مقارنة بين الأيام التي ذهبنا بها إلى الدوحة التي أبرم فيها اتفاق سياسي وبين الأيام الحالية، ما دخل هذا بذاك؟ ذهبنا إلى الدوحة نتيجة عمل عسكري مدان، يوم أسود في تاريخنا وفي ذاكرتنا ويوم اسود في تاريخ من اقترفه ألا وهو يوم 7 أيار»، وجملة هذه التساؤلات تستدعي قراءتها بتأنٍ والبحث عن إجابات جديّة لها إذ أنّها ستقودنا إلى حقيقة واحدة، وهي أنّه وعلى الرّغم من إسقاط «الثنائيّة الشيعيّة» لكلّ بنود اتفاق الدوحة إلا أنّها ما زالت تعتبر أنّ مفاعيل 7 أيّار وارتفاع صور الخامنئي في شوارع بيروت وإحراق مبنى تلفزيون المستقبل ووقف بثّه ومحاصرة دارة قريطم بكلّ رمزيّتها هي الحقيقة الوحيدة القائمة والتي على جميع الفرقاء الاعتراف والتسليم بها أمراً واقعاً!!

وأختلف مع وزير الداخليّة نهاد المشنوق في تساؤله «لماذا ايقاظ الشياطين اليوم» لأنّ شياطين «الثنائيّة الشيعيّة» لم تنم يوماً، منذ خرج أمين عام حزب الله حسن نصرالله ليرفع صوته مهدداً اللبنانييّن في 8 آذار، ومنذ تولّي رئيس المجلس النيابي مهمّة تهديد اللبنانييّن بـ»الشرّ المستطير» على مدى أشهر قبل «7 أيار» الذي تورّط في أحداثه حركته وحرس «مجلسه»!! قد لا يتحمل الوضع السياسي المأزوم قول الأشياء بمسميّاتها، ولكنّنا نعوّل على ديبلوماسيّة «الرأس البارد» التي يتمتّع بها الوزير نهاد المشنوق لوضع النقاط على الحروف خصوصاً وأنه ألزم نفسه بالقول «لا أريد أن أعطي تفسيرات كي لا أبالغ، لقد رفضنا ونرفض بكل اصواتنا وبكل مناطقنا 7 أيار، نحن نسعى الى سحب هذه الواقعة من ذاكرتنا للتفاهم مع كل القوى في هذا البلد، فلماذا إعادة التذكير بهذا الملف والقول بأننا نحن اليوم نجتاز مرحلة كالمرحلة التي سبقت اتفاق الدوحة ويجب أن نبحث بتشكيل الحكومة وبقانون انتخابات وبعناوين أخرى قبل انتخاب رئيس للجمهورية في الحوار الوطني، نقول لا، لن نقدم على أي خطوة دستورية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا حق دستوري»، وندرك تماماً أنّ «الثنائيّة الشيعيّة» الوهميّة لن تسمح بانتخاب رئيس للجمهوريّة ما لم تحصل على «اتفاق دوحة» مماثل، باعتبار أنّ 7 أيّار العار مستمر، وإن كان «أربابه» مشغولون هذه الأيام بـ»7 أيار» الدموي السوري، مع إدراكهم أنّهم في حال رغبوا في اقتراف 7 أيار لبناني جديد فأحد لن يقوى على مواجهتهم وأنه سيكون هذه المرة على النسق السوري وأكثر!

يبقى أمر واحد نودّ أن نتوقّف عنده، إذ ثمّة من يترصّد كلام وزير الداخليّة نهاد المشنوق، ويقوم باقتطاع ما يريد لتسويق ما يريد، وليس هذا المترصّد ببعيد عن الأجواء المستقبليّة وعنده على مواقع التواصل الإجتماعي أدواتٍ تسوّق له ما يريد ووقتما يريد، على الأقلّ هذا ما حدث مع نهاية الأسبوع الماضي إذ استخدم البعض جملة مبتورة من كلمة ألقاها الوزير المشنوق في حفل نظّمته إحدى المؤسسات لتكريم الحجّاج اللبنانييّن، وهذه الكلمة بالرّغم من أنّها تضمنّت مواقف سياسيّة على أعلى مستوى، إلا ان البعض اقتطع منها جملة «نسعى الى سحب 7 أيّار من ذاكرتنا» وأخرجها من السياق الذي قيلت فيه لغاية في  نفوس مريضة جداً، وهنا نفتح الهلاليْن لنقول ثمّة من يخاف من فكرة أنّ اسم نهاد المشنوق مرشّح وبقوّة ـ وهذا ليس بسرّـ ليكون رئيس أوّل حكومة تتشكّل بُعيْد انتخاب رئيس للجمهوريّة، هذا إذا انتخب!