وزير الداخلية نهاد المشنوق لا يشبه إلا نفسه، بنى شخصيته السياسية بشكلٍ يُثير الإعجاب، فنَهَل من تقي الدين الصلح ومنح الصلح ومن الشهيد رفيق الحريري، اضطُهد وأُبعِد، واستُبعِد، لكنه لم يتراجَع ولم يتهاوَن، حين اضطُرَّ إلى نفي نفسه لم يُعطَ أربعاً وعشرين ساعة لترتيب حقيبة السفر، حاول المعاندة والوقوف في وجه تسونامي القهر لكنَّ نصيحةً أبوية من الرئيس الشهيد جعلته يوافق على المغادرة.
الوزير المشنوق، أينما حلَّ، يحوز الإعجاب، حين يتكلَّم في مجلس النواب يسود صمتٌ في القاعة حتى ولو كان بعض كلامه يستفزُّ خصومَه ومعارضيه. وحين يتكلَّم في أي احتفال يذهب كلامه مذهب مثل:
في تدشينه مبنى البلدية في جعيتا، برعاية وحضور الكاردينال الراعي، وبعد كلمته، قال البطريرك الراعي:
إنَّ كلمة الوزير المشنوق وثيقة وطنية رائعة وإنَّه يوافق على مضمونها كاملاً ويدعو إلى توزيعها لِما تضمنته من أسس وقيم وطنية.
حين تأتيه الشهادة في الوطنية من بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، فإنَّ حصانته تصبح ثلاثية الأبعاد:
نيابية ووزارية ووطنية، فأيُّ أعاصير سياسية تؤثِّر عليه؟
وزير الداخلية نهاد المشنوق هو الورقة الرابحة لتيار المستقبل في مجلس الوزراء، وليس من باب المصادفة أنَّ الرئيس سعد الحريري وضعَ إسمه لتولي هذه الحقيبة من دون أن يقبل بأية مراجعة أو مفاوضة أو مساومة، وها إنَّ تيار المستقبل يحصد اليوم إيجاباً خيار هذه التسمية:
في المفاصل الأساسية يظهر الوزير نهاد المشنوق:
كان إلى جانب الرئيس سعد الحريري في محادثاته المثمرة في موسكو.
هو ممثله في طاولة الحوار الثنائية مع حزب الله في عين التينة.
الحملة التي تعرَّض لها، وما يزال، لقيت إستهجاناً من أكثر المعنيين، ويأتي في طليعة هؤلاء كتلة المستقبل النيابية التي اعتبرت أنّ الحملة المنظمة التي يتعرض لها الوزير المشنوق، إنطلاقاً من بعض الحسابات الصغيرة والفئوية، لا تخدم منطق الدولة التي نطمح إليها ولا تعزز المؤسسات التي يجب أن تكون في خدمة الجميع، في الوقت الذي يعمل البعض على هدمها وتقويض دورها.
جاء هذا الإسناد بعد ساعات على الهجوم على الوزير المشنوق، بما يدل على أنَّ الحملة ليس سهلاً عليها النيل من وزير الداخلية الذي في اليوم ذاته، وفي مناسبة له في بيروت أطلق صرخةً قال فيها:
ضميرنا مرتاح وظهرنا مسنود على جبل، هو آدمية ونزاهة شخصين مثل اللواء بصبوص والرئيس حمود كما أنّ مثلهم كثيرون في إدارة الدولة.
ربما معارضو الوزير المشنوق، نسوا أو تناسوا أنَّه حجر الزاوية محلياً وعربياً في منظومة مكافحة الإرهاب.