Site icon IMLebanon

نهاد المشنوق: «تعطيل النظام إلى حين تعديله»!

تراكمت العناوين السياسيّة فوق بعضها البعض، لم لا، فالسياسة في لبنان والعالم العربي أشبه بحال تراكم النفايات في المكبّات والمطامر اللبنانية العشوائيّة، تكدّست كلُّها دفعة واحدة، ولكن الذي يحدث في الشارع اللبناني شديد الخطورة، والمضحك المبكي هي حال «الانحناء» التي تمارسها القيادات السياسيّة وهي تعترف بما يُسمّى بـ»الحراك المدني» خوفاً من ردّ فعل «شوارعيّ» يُهدّد ما يتصورون أنّه «شعبيّتهم» مع أنها أضحت في «الحضيض»!!

بين كلّ العناوين، من الكتاب المفتوح للزميل حسن صبرا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصراحة طرح السؤال عن: «سقوط أهمية لبنان في السياسة السعودية الخارجية، وقد قرأنا وسمعنا وهمس في آذاننا ان في الرياض من يدعو الى التخلي عن لبنان، لأنه في نظر هؤلاء يسبب الصداع للمملكة وقد ظهرت كتابات في بعض اعلام السعودية تتساءل وماذا تستفيد المملكة من لبنان؟»، مع ملاحظة أنّ السؤال الذي «استبطنته» الرسالة: «هل قررت المملكة ترك لبنان لإيران مقابل أمنها في العبّ اليمني»؟! أم من إعلان البنتاغون الأميركي أنّ «تحريك روسيا لأفراد ومعدات في سوريا يشير الى مخطط إقامة قاعدة جوية»، وما سيستتبعه من إقامة قاعدة جوية أميركية ولكن السؤال: أين؟!

أم أبدأ من خروج النائب وليد جنبلاط عن صمته بالأمس ليقول: «وصلت رسالة محطات الـ»LBC» والـ»الجديد» والـ»mtv»، ولكن ماذا بعد ذلك؟ وكيف يمكن إسقاط النظام كما يطالب البعض ممن يتحركون في الشارع؟»، من دون أن يسأل هذه المحطات من أين تموّل كلفة دعمها الإعلامي لهذا الحراك الذي لا يتجاوز في عدده « آلاف» قليلة!!

أم من زيارة كاميرون للاجئين السوريين وكلامه الذي لا يصرف في السياسة بقوله لرئيس تمام سلام ‹إننا ندعمك ونقف خلفك»، أم من التهنئة الرئاسية «الروحانيّة» الإيرانية للشعب اليهودي برأس السنة العبرية والحديث عن مساهمة «جذورنا الإبراهيمية في تعميق الإحترام وتجلب السلام والتفاهم المتبادل»، أم من مهزلة الاعتصام رفضاً لدفن جثة انطوان لحد في لبنان»!! أم أبدأ من ذكرى اغتيال لبنان في 14 أيلول العام 1982 مع اغتيال الرئيس الشيخ بشير الجميل…

لم يكن الخيار سهلاً، ووسط كلّ هذه العناوين المهمّة، وجدتُ أنّ أخطر ما نواجهه في هذه المرحلة يكمن فيما قاله وزير الداخليّة نهاد المشنوق بأن «هناك قراراً في لبنان لقوى سياسية محددة بتعطيل هذا النظام الى حين تعديله»، هذا هو الخطر الحقيقي الذي نواجهه، وبالرّغم من أنني لا أشارك معاليه قناعته بأنّهم [المتظاهرين] «يعرفون أنّ هذا النظام لا يمكن اسقاطه والمطالبة بإسقاطه هي دعوة إلى الفوضى، فلا يمكن إجراء تغيير للبنان إلا من خلال قانون انتخابات وأي كلام آخر هو الذهاب الى المجهول»، نعم نحن ذاهبون إلى المجهول، وإلى الفوضى، وما شاهدناه من حقدٍ وتحريض على وسط  بيروت وسوليدير و»شرشحة» لـ»الزيتونة باي»، يدفعنا إلى الظنّ أن هذا المشهد الفوضوي سينتهي بحريق وتدمير يأتي على قلب بيروت، يُنهي حقبة إعمار دفع الرئيس الحريري حياته ثمناً لها، وتُنهي اتفاق الطائف، وأكاد أقول؛ خلف كلّ هذه الفوضى التي بدأت بخطوة ناقصة من وليد جنبلاط أدخلت لبنان في أزمة كبرى، يقف حزب الله دافعاً بالأمور إلى الشارع فيما ينغمس إعلام المال القطري في إيهام اللبنانيين أن ما يحدث «ثورة»!!

نعم؛ ما توقف عنده الوزير نهاد المشنوق هو الحقيقة القابعة خلف قناع مشهد «الحوار»، هذا وقت مستقطع لتفجير الشارع، هل يستذكر أحد اليوم الوثيقة السياسية التي قرأها علينا أمين عام حزب الله حسن نصرالله، في نهاية تشرين الثاني من العام 2009 هل يتذكر أحدٌ ما تضمنته تلك الوثيقة عن لبنان وما يريده منه حزب الله، عندما تحدثت عن «الوطـن»، وبعد ديباجة الحرية والكرامة وما سوى ذلك اعتبر حزب الله أنّ «من أهم الشروط لقيام وطن (…) أن تكون له دولةٌ عادلةٌ وقادرةٌ وقويةٌ، ونظامٌ سياسيٌ يمثّل بحق إرادة الشعب وتطلعاته»، أما في الدولة والنظام السياسي في الوثيقة السياسية لحزب الله، فعلينا أن نذكركم قليلاً بما نصّت عليه: «إنّ المشكلة الأساسية في النظام السياسي اللبناني، والتي تمنع إصلاحه وتطويره وتحديثه بشكل مستمر هي الطائفية السياسية. (…) ولذلك فإنّ الشرط الأساس لتطبيق ديموقراطية حقيقية من هذا النوع هو إلغاء الطائفية السياسية من النظام، وهو ما نص «اتفاق الطائف» (…) «وإلى أن يتمكن اللبنانيون ومن خلال حوارهم الوطني من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي والحساس – نعني إلغاء الطائفية السياسية – وطالما أنّ النظام السياسي يقوم على أسس طائفية فإنّ الديمقراطية التوافقية تبقى القاعدة الأساس للحكم في لبنان»!!

عندما يتحدث وزير داخلية لبنان عن أنّ هناك «هناك جواً في البلد رافض لكل شيء، ولا شيء يمكن ان يرضيه ضمن المنطق والعقل وحتى في القوانين المرعية الاجراء»، وأنّ «الخصومات السياسية في لبنان حقيرة لدرجة انها تستطيع تعطيل اي حق او اي واجب للمواطن على الدولة»، علينا أن نفهم أنّ حزب الله يدفع البلد باتجاه انفجار «شارعي» مستخدماً بقايا «الشيوعيّة» ليطيح بالطائف والنظام ولأخذنا إلى حقبة عنوانها: «لبنان في ظل الاحتلال الإيراني»، فلا تضيّعوا ما تبقّى من وقت في «خدعة إسمها الحوار»!!