– 1ـ
التصويب على وزير الدّاخليّة نهاد المشنوق قد لا يكون جديداً، غير أنّ الاستهدافين اللذين طالعانا بالأمس كانا مدروسين ومتعمّدين، ولم يكد الاستهداف الأوّل يسقط بلسان مصدرٍ مستقبليّ، حتى أطلّ استهدافٌ قبيح وخطير برأسه وفي توقيتٍ «قاتل»!
ولا يستحقّ استهدافه الأوّل الكثير من التوقّف عنده، فهو لا يعدو «حرتقة» على تيّار المستقبل من قبل «حانقٍ» أو «حاسد» ما للمشنوق ـ مع إنّو مش وقت هؤلاء ـ منذ بدأت أعمال تشكيل الحكومة إذ ظلّ «ثابتها» الأوّل، والأمر محسوم في الحكومة العتيدة فقد عُقدت وزارة الداخليّة للوزير نهاد المشنوق فالرّجُل أثبتَ جدارته الكبرى في موقعه عموماً، والرّجل أدار بكفاءة كبرى الانتخابات البلدية في الأشهر الماضية، وليس بخافٍ أنّ مهمّة هذه الحكومة إنجاز انتخابات نيابيّة تخرج البلاد من حال المراوحة السياسيّة، وهو لها.
الاستهداف الثاني أيّ قارىء سيكتشف ببساطة أنّها محاولة اغتيالٍ معنوي، ولكن ومن الآخر، الاستهداف وإن جاء على طريقة نشر خبر عبر موقع «أورينت نيوز» إلا أنّه لم يخرج عن كونه «تسريبة» لبنانيّة متعمّدة لإلحاق الأذى بنهاد المشنوق تحديداً أكثر من استهدافه لتيّار المستقبل، وكان المطلوب من هذه «التسريبة» أن تفتح الباب للبعض لإدارة استخدامها على مواقع التواصل الاجتماعي، لشنّ هجمة عنيفة على المشنوق بتهمة التواصل مع مسؤولين سوريين!!
أعرف المسرّب ومن يقف وراءه ولن أقول أكثر من: «فتّش عن المستشارين الإعلاميين»، وسأكتفي هنا بغموض الفَعَلَة، فلست في وارد «تكبير أحجام هزيلة»، وأعرفُ الطّبخة التي كادت أن تنجز، وكادت بالأمس أن تنطلق الحملة محليّاً ولكنّ البيان الصادر عن المكتب الإعلامي للوزير نهاد المشنوق ألجم «المكيدة الرّخيصة»، خصوصاً وأنّه كان جازماً في نفيه أنّه: «لم ولن يلتقي أيّاً من مسؤولي النظام السوري خصوصاً هذه الأيام وهو يبلّل يديه بدماء أهل حلب الأبرياء، وينفّذ مجزرة العصر بحقّ آلاف العُزَّل»…
في يوم واحد سقط استهدافان، أحدهما حاكته نفسٌ خبيثة بمهارة شديدة وألقته إلى «أورينت نيوز» لمنحه عباءة سوريّة معارضة، ولكي يحسب من يسمعه أنّه حقيقي، ولكن «حيلة المستشار الإعلامي» لم تجدِ نفعاً فطريقة «لكي يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظرُ» باتت بالية ومكشوفة جداً!!
2 ـ «بقرة حاحا»
إهداء إلى دولة الرئيس سعد الحريري
على هامش الوزارة «الثلاثينيّة»
دولة الرئيس، هذه واحدة من أكثر قصائد الشاعر الكبير الرّاحل أحمد فؤاد نجم، وقد غنّاها الراحل الشيخ إمام، وقد اختصر فيها مأساة كلّ «الحكومات العربية، «البقرة الحلوب»، ذات وزارة ثلاثينيّة وصف الرئيس الراحل الياس الهراوي الحكومة بأنها «البقرة الحلوب»، وللأسف كلّ حكوماتنا لم تخرج عن كونها «بقرة حاحا» التي تركها أحمد فؤاد نجم، بالأمس عاش اللبنانيّون بين «تشكيلتين» في جيبك، ولم تولد لنا حكومة، أعرف أن أيامك عصيبة، أهدي دولتك قصيدة أحمد فؤاد نجم، ونصيحة لوجه الله إيّاك و»الثلاثينيّة» فهي موروث من عهد الوصاية لتفجير وتعطيل الحكومة من داخلها، استدراكاً حتى لا ننوح مع النوّاح والنوّاحة، على «بقرة حاحا»، وتقول القصيدة: «ناح النوّاح والنوّاحَة/ على بَقَرِةْ حاحا النطَّاحَة/ والبَقَرًة حَلُوبْ/ حاحا/ تِحْلِبْ قِنْطارْ/ حاحا/ لَكِنْ مَسْلوبْ/حاحا /مِنْ أَهْلِ الدّارْ/ حاحا/ والدَّارْ بِصْحابْ/ حاحا/ وِحْداشَرْ بابْ/ حاحا/ غيرِ السَّراديبْ/ حاحا/ وجْحُورِ الدِّيبْ/ حاحا/ وِبِيبَانْ الدَّارْ/ حاحا/ واقفين زنّار/ حاحا/ وِبْيومْ مَعْلومْ/ حاحا/ عِمْلوها الرُّومْ/ حاحا/ زَقُّوا التِّرْباسْ/ حاحا/ هِرْبوا الحُرّاسْ/ حاحا/ دَخَلُوا الخواجاتْ/ حاحا/ شَفَطوا اللَّبَناتْ/ حاحا/ والبَقَرَة تْنادي/ حاحا/ وتْقُول يا ولادي/ حاحا/ وِوْلادِ الشُّوم/ حاحا/ رايحينْ فِ النُّومْ/ حاحا/ البَقَرَة انْقَهَرِتْ/ حاحا/ فِ القَهْرِ انْصَهَرَتْ/ حاحا/ وِقْعِتْ فِ البير/حاحا/ سَأَلوا النَّواطيرْ/ حاحا/ طَبْ وِقْعِتْ ليه/ حاحا/ وِقْعِتْ مِ الْخوفْ/ حاحا/ والْخوف يِجي ليه/ حاحا/مِنْ عَدَمِ الشُّوفْ/ حاحا/ وِقْعِتْ مِ الْجوعْ/ ومن الرّاحَةْ/ البَقَرَة السَّمْرَة النطَّاحَة/ نَاحِتْ مواويلِ النَّوَّاحَة/ على حاحا/ وعلى بَقْرِة حاحا»…