Site icon IMLebanon

هل لمنظمات الـ NJO’S دور في الإطاحة بأنظمة الدول؟

 

تكثر الأحاديث في أيامنا هذه عن دور منظمات المجتمع المدني غير الحكومية NJO’S في قلب أو إسقاط أنظمة الدول المعارضة للسياسات الأمريكية. عملياً ما زالت كل التقارير تطالعنا حتى هذه اللحظة بأن تلك المنظمات تعدّ ناشطيها للعمل الانساني البحت والخدماتي الصرف وخصوصاً في ربوع الدول التي تحيا في مرتبة الفقر وتحت خط الفقر المدقع والعوز الشديد.

لكن ومن جهة أخرى، فإن من يسبر أغوار تلك المنظمات يتقصى حقائق مغايرة تماماً إذ أنها منظمات تشكل دعماً للسياسات الغربية وعوناً لمشيئتها وتعمل بجهد كبير ومن دون كلل وملل في الدول الممانعة لواشنطن على وجه الخصوص. وللاستفاضة أكثر في التحدث عن تلك المنظمات، فإننا نعثر على أقوى منظمتين عاملتين في هذا المضمار وعلى نطاق كل أنحاء المستديرة تقريباً، وهما منظمة بيت الحرية «فريدوم هاوس»، وهي واحدة من المؤسسات الحقوقية الاميركية التي ذاع صيتها نتيجة علاقاتها المباشرة بمجتمع المخابرات الأميركية إذ أنها تأسست في شهر اكتوبر من العام 1941 بواسطة تعاون وثيق بين المرشح الجمهوري ويندل ويلكي واليانور روزفلت زوجة الرئيس الامريكي الأسبق فرانكلين روزفلت، وركزت المنظمة بشكل أولي ودقيق على محاربة الشيوعية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة.

تقول المنظمة أنها تحصل على تمويلها من الحكومة الاميركية كما تحصل على تبرعات شخصية من أفراد دون الافصاح عن أسمائهم، كما أن أنشطة فروعها لا تخضع إلى رقابة الدول التي تعمل ضمن أراضيها. اشتهرت المنظمة خلال الثورات التي ساهمت بشكل رئيسي وفعال في اضرام نيرانها في بلدان شرق أوروبا حيث كان رئيس المنظمة آنذاك اليهودي بيتر أكرمان يشرف بنفسه على التخطيط والتدبير لما سمي بالثورة البرتقالية في أوكرانيا والوردية في جورجيا، ويرتبط أكرمان برجل الأعمال الشهير الملياردير اليهودي المجري جورج سوروس وهو المتبرع الأكبر لفريدوم هاوس.

وفي 14 نيسان عام 2011 نشر رون نيكسون الباحث في صحيفة نيويورك تايمز تقريراً حمل عنوان جماعات امريكية دعمت الانتفاضات العربية، أماط فيه اللثام للمرة الأولى عن تمويل واشنطن لحركة الربيع العربي.

أما حركة 6 نيسان المصرية فقد كانت منخرطة بشكل كامل في أنشطة فريدوم هاوس وقد شاركت عناصرها في احدى التدريبيات الخاصة و التي هدفت إلى الاطاحة بنظام الرئيس الصربي الأسبق سلوغودان ميلوزوفيتش وبمعرفة من حركة أوتبور الصربية.

اما السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون وخلال جلسة اجتماع باللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ عام 2012 فأفادت بأن 600 منظمة مصرية تقدمت بطلبات للحصول على منح مالية أميركية، وان بلادها تبرعت بأربعين مليون دولار خلال الخمسة الأشهر الاولى لعام 2011 لمنظمات المجتمع المدني، وكانت النتيجة المباشرة لتلك التحركات، المساهمة الكبرى في ايصال جماعة الاخوان المسلمين للحكم ودخول مصر ودول عربية أخرى في أتون فوضى شاملة عارمة.

أما منظمة أوتبور الصربية فقد دعمت حراكاً عنيفاً قاده طلاب منشقون عن الحزب الشيوعي الصربي في جامعة بلغراد ضد حكم ميلوزوفيتش، لتكون المحصلة النهائية قصف الأطلسي الذي أسفر عن القضاء على آخر قاعدة للكتلة الاشتراكية في شرق أوروبا، غير أن الأهم في التجربة الصربية أن منظمة أوتبور وبرنامج معهد كانفاس المنبثق من المنظمة تحولا بواسطة تمويل اميركي أسرائيلي إلى دليل يقود جميع أنواع الحراك التي تبصر النور في الدول التي يرى التحالف المذكور حاجة ماسة للتغبير فيها.

اما مدير معهد كانفاس التابع لمنظمة أوتبور في صربيا سيرجيو بوبوفيتش ورفيقه سلوبودان جينوفيتش فقد اعلنا بأن منظمتهما بدأت باستهداف سوريا منذ عام 2003 وتحديداً غداة انتهاء الغزو الاميركي لبلاد الرافدين العراق، وهذا الكلام قاله الرجلان في محاضرة أقيمت في كلية كينيدي في جامعة هارفرد الامريكية بتاريخ 5 تشرين الاول 2011.

وقد اعترف نشطاء حركة 6 نيسان في مصر بانهم تلقوا تدريبات على يد كانفاس في كل من صربيا واميركا وتركيا وبولونيا وعدة دول أخرى بينها لبنان، فضلاً عن ان زعيم أوتبور بوبوفيتش كان قد صرح بأن الحركة ساهمت في تدريب نشطاء سياسيين في 37 دولة، والغاية من ذلك هي الوصول إلى اسقاط الانظمة فيها، واضاف قائلاً لقد نجحت عدة ثورات قامت منظمة الاوتبور بتدريب نشطاء دولها وأهم تلك البلدان جورجيا وأوكرانيا والهند والمالديف ولبنان وتونس، وختم قائلاً إن اسقاط المزيد من الانظمة مرشح للتزايد وخصوصاً في فنزويلا وروسيا وايران.

وهنا أحيلكم إلى وليم انغدال المحاضر الاميركي المتخصص في شؤون السياسة السرية الامريكية إذ قال، أن منظمة الاوتبور لا تعمل من تلقاء نفسها لأنها تتلقى دعماً مادياً هائلاً من واشنطن لتدريب النشطاء على النجاح في القيام بالعصيان المدني وزعزعة استقرار الدول وتعليمهم دروس التحرش برجال الأمن واحتلال المباني وحصار المدن وحشد المتظاهرين في مكان واحد.

أيضاً و أيضاً لقد كان لمعهد كانفاس التابع لمنظمة أوتبور دوره الفعال في الاعداد لثورات حول العالم وذلك بفضل علاقته الوثيقة بالاستخبارات الامريكية CIA وفروعها المتعددة حول العالم ومنها مركز ستراتسفور.

وللتذكير فقط فقد لعب المعهد دوراً بارزاً في التجييش للتحركات المعارضة للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز كما للرئيس الحالي نيكولاس مادورو.