أقاموا الدنيا ولم يقعدوها: الخبر الأول في إعلام المقاومة والممانعة وقد نسوا الدنيا والآخرة، وصدّروا نشرات الأخبار ومعظم صحفهم بخبر علاقة مواطن سعودي برتبة أمير بتهريب مخدرات عبر مطار بيروت الدولي… وبالمناسبة فاتهم أنه يوجد في المملكة العربية السعودية أكثر من 20 ألف أمير.
هذا المواطن قام بمحاولة تهريب 2 طن حبوب كابتاغون حصل عليها بالشراء من المنتج الذي هو أحد المسؤولين في أحد الأحزاب الذي تدعمه ولاية الفقيه!
ويبدو أنّ ذلك الإعلام نسي ما يجري في سوريا، ونسي ما يجري في العراق، ونسي ما يجري في اليمن، ونسي ما يجري في القدس… نعم نسي الانتفاضة الثالثة التي بدأت وهي انتفاضة السكاكين، فيما «فيلق القدس» يتلهّى في السيدة زينب وحمص وحماة وحلب واللاذقية ودرعا.
منذ بداية ثورة الخميني عام 1979 ونظام ولاية الفقيه يضحك على المسلمين في العالم بأنّه يريد تحرير القدس، ومن أجل ذلك أنشأ «فيلق القدس» في الحرس الثوري ولم يكتفِ بذلك بل أقفل السفارة الاسرائيلية في طهران وأقام مكانها سفارة فلسطين.
هذا كله لأنه أراد أن يوهم العالم خصوصاً العالم العربي أنّ حكامهم سيّئون، ولم يفعلوا شيئاً لتحرير فلسطين وأنّه هو، أي نظام الملالي، نظام ولاية الفقيه سوف يقوم بهذه المهمة.
وهنا علينا ألاّ ننسى الشعارات:
الموت لإسرائيل، والموت لأميركا، والشيطان الأكبر، والشيطان الأصغر (…)
وأين هم اليوم؟ إنهم، كما ذكرت، في سوريا يقتلون الشعب السوري من أجل بقاء نظام تابع لهم.
كل هذا نسوه وهم اليوم عندهم همّ جديد هو التشهير بالمملكة العربية السعودية والإساءة إليها وإلى موقعها القيادي في العالم العربي.
والسؤال الذي يطرح ذاته: ما علاقة هذا المواطن السعودي بدولته؟ هل حصل على إذن لتهريب حبوب الكابتاغون؟ هل حصل على إذن من أي سلطة في المملكة؟ طبعاً الجواب: كلا!
والذي حصل أنّ مواطناً برتبة أمير ارتكب معصية وهي محاولة تهريب حبوب مخدرة الى المملكة.
وبكل بساطة لماذا لا ننتظر التحقيق وماذا سيقول القضاء؟ وطبعاً لهذا العمل عقوبات بالسجن وعقوبات مالية ولو حصلت هذه الحال في أي بلد من بلدان العالم لما أخذت كل هذه الضجة، ولكن المطلوب كما هو ظاهر الإساءة الى سمعة المملكة…
على كل حال هناك سؤال بسيط وهو: لماذا توجد السجون في جميع بلدان العالم؟
لماذا يوجد شرطة ورجال أمن في بلدان العالم؟
المسألة بسيطة وليست بحاجة الى كل هذا التطبيل والتزمير؟ دعوا القضاء يتصرّف ويصدر حكمه.
أخيراً، هذه الحادثة لن تكون الأولى وليست الأخيرة في لبنان ولا في أي بلد من العالم… هذه الحادثة تتكرر يومياً وأكثر من مهرّب في طهران ودمشق وفي كل اصقاع العالم.