IMLebanon

لا تعديل في المواقف الدولية تجاه اي مرشح رئاسي

يطرح الكلام الأخير للبطريرك الماروني بشارة الراعي عن الإستحقاق الرئاسي لجهة تسليمه بالكامل إلى إيران والسعودية أكثر من تساؤل حول تزامن هذا الموقف مع ما يتردّد عن احتمال طرح هذا الملف على هامش اللقاء الوزاري الموسّع في فيينا لبحث التسوية في سوريا، خصوصاً وأن وزيري خارجية طهران والرياض يشاركان في المحادثات إلى جانب أكثر من شخصية عربية وغربية على تماس مع الملف السياسي اللبناني. وفي هذا المجال، وجدت أوساط نيابية في كتلة مسيحية بارزة، أن البطريرك الراعي كما باقي القيادات المحلية والإقليمية، قد فقدوا أي أمل بقدرة اللبنانيين على المبادرة في الإستحقاق الرئاسي، وذلك نتيجة خسارتهم فرصة «لبننة» الإنتخابات الرئاسية منذ أكثر من عام. واعتبرت هذه الأوساط، أن لقاء فيينا المخصّص لبحث الحل في سوريا لن يتطرّق إلى الملف السياسي اللبناني سواء كان ذلك بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، وذلك على الرغم من أن السؤال الأكثر إلحاحاً المطروح في بيروت اليوم يتركّز حول إمكانية التطرّق إلى الإستحقاق الرئاسي.

وكشفت الأوساط النيابية المسيحية نفسها، أن انطباعات مؤكدة تتكرّس يوماً بعد يوم لدى بكركي، كما لدى عواصم القرار في المنطقة، بأن المسألة قد خرجت من أي نطاق محلي أو حتى غربي، وهي مرتهنة بالكامل بالوضع السوري، حيث أن ما من حوار إيراني ـ سعودي مرتقب حول هذا الملف إلا بعد التوصّل إلى التسوية في سوريا من جهة، وبعد توافر مؤشّرات على بوادر حسن نية لدى الطرفين إزاء الحل في لبنان من جهة أخرى. وبالتالي، وعلى الرغم من الشلل الذي يمتدّ اليوم إلى كل المؤسّسات الدستورية في لبنان نتيجة الشغور الرئاسي، فإن الأوساط النيابية أكدت أن ما من تعديل في خريطة المواقف الدولية تجاه أي من المرشّحين إلى الرئاسة، خصوصاً لجهة وضع فيتو على مرشّح دون آخر، وذلك بصرف النظر عن الإنتماءات السياسية لأي من المرشّحين. ولفتت إلى أن الموقف الدولي هذا قد تمّ إبلاغه إلى المرجعيات الروحية والسياسية منذ نحو عامين، معتبرة أن هذا ما عزّز الإنطباع لدى بكركي، لا سيما وأن موقع رئاسة الجمهورية قد بات رهينة الحوار السعودي ـ الإيراني، وبأن لبنان سيبقى في دائرة الفراغ الرئاسي والتعطيل حتى نضوج ظروف الحوار السعودي ـ الإيراني، وهو أمر يبدو حتى الساعة صعب المنال، وإن كان الطرفان يجتمعان للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في اليمن، وقد يكون هذا الإجتماع مؤشّراً على حصول تحوّل في مناخ العلاقات بين البلدين.

وفي سياق متّصل، فقد علّقت الأوساط النيابية المسيحية ذاتها، أهمية خاصة على انعكاسات أي تسوية قد تحصل للصراع في سوريا، معتبرة أن استمرار انسداد الأفق الداخلي والتسليم بالعجز عن خرق التأزّم الإقليمي لتحريك ركود الإستحقاق الرئاسي يوحي بأن لبنان قد اعتاد الفراغ الرئاسي وباشر إجراءات لمواجهة نتائج هذا الفراغ عوضاً عن معالجته عبر الإتفاق الداخلي على إجراء انتخابات رئاسية في أقرب فرصة ممكنة.