IMLebanon

لا ثقة  

 

سلطة تزنّر نفسها بدائرة تتّسع وتتّسع من الجدران خوفاً من الشّعب لا تستحقّ حتى أدنى درجات الثّقة، ولا تستحقّ سلطة تشريعيّة النوّاب فيها لا يمثّلون الشّعب بقدر ما يمثّلون الجهة السياسية الطائفيّة التي ينتمون إليها أدنى درجات الثّقة، وقبل الكلّ حكومة تفتقد أدنى درجات الخبرة من «ساسها لراسها»، ولا تملك برنامج عمل إنقاذي ولا خطة طوارىء ولا تعرف ماذا ستفعل بالأزمات التي يواجهها لبنان أكثر من الرّضوخ لأوامر حزب الله لا تستحقّ أيّ درجة من درجات الثّقة!

 

«الاستقالة أشرف»، هذا عندما تكون السلطة المسؤولة عن إيصال البلاد إلى هذا الحال تملك حتّى مثقال ذرّة من ضمير وإحساس، ولكن من أين «المستقتلين» على الكراسي والمناصب حتى لو دمّروا البلد من أجلها الإحساس بالمسؤوليّة أو وخز الضمير أو الحياء من هذا الشعب الذي يموت كلّ يوم عشرات المرات فيما هم يستمتعون بالتسوّق في عواصم أوروبا ويحمل لهم ضباط مشترياتهم، أيّ دولة في بلاد العالم تتحمّل هكذا فضيحة، أي مسؤول يُشاهد في هكذا لحظة فيما شعبه يعيش أزمة مُذلّة يتم إقصاؤه عن الحياة السياسية لأنّه لا يأبه لأوضاع الشعب، ولكن أمثال هؤلاء بلا ضمير ولا حياء، وهم وقحون إلى حدّ يتجاوز العقل الأخلاق!

 

إختبأوا خلف جدران العار، نحن أمام سلطة تتمتّع بعقليّة العدوّ الإسرائيلي في بناء جدران العزل، فهل على الشعب أن يعاملها معاملة العدوّ ويقاومها، لم يتركوا لثورة اللبنانيين خياراً سوى مقاومة هذه السلطة بأقصى ما يملكون من قوّة وأكبر مخاوفنا اليوم أنّ لبنان عالق في فخ المجهول وفي عين العاصفة، ليست هذه الحكومة ما انتظره الشعب، وليس هذا هو التغيير الذي أراده الشعب، وليس هذا هو الأمل الذي يبحث عنه الشعب، هذه نفس الوجوه اختبأت خلف أقنعتها وهي نفس الأدوات لنفس الطبقة التي نهشت لحم اللبنانيين على الأقل منذ العام 1993 وحتّى اليوم!

 

لا ثقة لحكومة تطلب الثّقة وهي تدرك أنها عاجزة عن إنقاذ لبنان من توقعات الخبراء بأنّ وضعه «سيكون أشد وطأة من دولة مشرفة على الإفلاس، بما يؤشر الى أنّه «بلد متروك» لمصيره، كما كان يحصل في السابق لجهة تجييره الى دولة تستعمره أو تحتله أو تديره فيبقى مصيره مجهولاً إنما هذه المرة على المستوى المالي والاقتصادي»، ولا ثقة لحكومة تدرك أنّ تقرير «معهد التمويل الدولي» أكد أنّه في حال اتكل لبنان على صندوق النقد الدولي لمساعدته فإنه «يتعين على صندوق النقد الدولي توفير تمويل استثنائي للبنان في حدود 8.5 مليارات دولار، ما يعادل 1000% (عشرة أضعاف) حصة لبنان لدى الصندوق»، ومع هذا تخادع اللبنانيين وتطلب منهم أن يعطوها فرصة، فرص على شو؟ ولشو؟!

 

لا ثقة لحكومة لم تجرؤ على إنقاذ وزارة الطاقة من سيطرة الوزير جبران باسيل وخططه التي يدفع اللبنانيّون أثمانها الفاشلة منذ عشر سنوات ولا يزالون، لا ثقة لحكومة «خيال الصحرا»!

 

لا ثقة لأنّ اللبنانيين كلّ يوم يترحّمون على سيئات اليوم الذي سبقه ويتخوّفون على وطنهم من الآتي الأعظم عليه، نعم ترحّموا وتخوّفوا واسألوا الله لطفه العميم بالبلاد والعباد.. روى الزبير بن عدي – رحمه الله- قال: أتينا أنسَ بن مالك (رضي الله عنه) فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: «اصبروا فإنه لا يأتي زمان إلا والّذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم ﷺ»، لا ثقة لا بهذه الحكومة ولا بهذه السلطة ونسأل الله السلامة للبنان وشعبه من الذين يسمعون صوت الحقّ ويتكبّرون عليه!

 

ميرڤت سيوفي