مهما حاول الرؤساء ومهما اتخذت قرارات حكومية أو وزارية أو قضائية ليست مهمة لسبب بسيط هو أنه لا يمكن تنفيذها!
الدولة هي قرار.
الدولة هي تنفيذ القرار.
الدولة هي هيبة.
عندما اتخذت الدولة قراراً بجلب الشيخ أحمد الأسير استطاع الجيش أن ينفذ قرار السلطة السياسية لأنّ الحزب العظيم له مصلحة في ذلك.
وعندما قرّر السوريون أن يلزموا الدولة اللبنانية بتركيب فيلم كنيسة سيدة النجاة (في الزوق)… قام الجيش اللبناني بتنفيذ القرار ولم يعترض أحد وركبت المحاكمات والجلسات والأفلام البوليسية وغيرها فسجن الدكتور سمير جعجع 11 سنة في زنزانة في وزارة الدفاع وتحت الارض حيث كانوا يسمحون له بأن يبقى ساعة واحدة في النور ولم يعترض أحد خصوصاً أن هذا ما كانت تريده سوريا.
كم وكم من العملاء المتعاملين مع العدو الاسرائيلي أُصدرت أحكام بحقهم ولكن للأسف أعظمها كان سنة واحدة وعلى سبيل المثال العميد في الجيش اللبناني فايز كرم.
أما العميل السوري ميشال سماحة الذي جلب معه هدايا من اللواء علي مملوك عبارة عن عبوتين وزن الواحدة منهما 50 كيلوغراماً، و25 عبوة وزن الواحدة منها كيلوغرامان… هذه الهدايا كانت «هدية» من اللواء علي مملوك من أجل الفتنة في لبنان، حكموا عليه أولاً سنتين مع تخفيض ولكن بسبب الضغوطات الشعبية اضطرت السلطة القضائية المعنية الى إعادة المحاكمة وحكم مجدداً بثلاث عشرة سنة تحتسب ضمنها فترة سجنه حتى الحكم الجديد.
بكل صراحة هناك مشروعان في لبنان:
مشروع يريد بناء الدولة ولكن هذا المشروع متعثر للأسباب الآتية:
1 Banner El Shark 728×90
أولاً- ممنوع انتخاب رئيس للجمهورية إلاّ بعد مرور ثلاث سنوات على الشغور لكي نعتاد أن نعيش بدون رئيس للجمهورية.
ثانياً- لا تشكل حكومة إلاّ بعد مرور سنة كاملة حتى تلبية شروط الحزب العظيم تحت شعار «لشو الحكومة»؟..
ثالثاً- ممنوع أن نحصل على كهرباء 24/24 لأنّ الكهرباء تعني تطوراً، تعني تقدماً، والأهم أننا ندفع مليارين من الدولارات ثمن فيول بينما لو استعملنا الغاز لوفرنا ملياراً… يعني منذ عام 1990 ولغاية اليوم أي بعد مرور 28 سنة أصبحت خسارتنا 28 ملياراً من دون الفوائد… بمعنى أدق أنّ نصف الدين على الشعب اللبناني سببه أنّ الحزب الإلهي لا يسمح أن يستعمل الغاز بدل الفيول في معامل الكهرباء.
رابعاً- النفايات ممنوع ايجاد حل لها لأنه ممنوع أن يكون لبنان «سويسرا الشرق»، فالمطلوب أن يكون مزبلة الشرق الأوسط.
خامساً- لا يمر شهر إلاّ هناك خطاب للسيّد حسن نصرالله يهاجم فيه حكام المملكة العربية السعودية ودول الخليج وذلك تنفيذاً لأوامر مباشرة من اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني ومن الولي الفقيه آية الله خامنئي.
يقول السيّد حسن نصرالله بكل وضوح إنّ الأموال تأتي إليه من إيران والصواريخ من إيران ورواتب أعضاء وعناصر الحزب من إيران (…) فكيف يمكنه أن يعترف بهذا الشكل؟ أي انه يقبض من إيران ولماذا إيران تدفع لـ»حزب الله»؟ هل أصبحت إيران «كاريتاس» أي أصبحت دولة تعطي حزباً عقائدياً إلهياً في دولة ثانية؟ هل يوجد هناك حال تشابه هذه الحال في العالم؟
سادساً- يتهجمون على رؤساء الدول العربية التي تساعد اللبنانيين كل اللبنانيين وليس فئة واحدة لإثارة النعرات الطائفية.
أخيراً، كل ما يجري اليوم هو شعار لا نريد أن نسمح لكم ببناء دولة لأنه يوجد عندنا دولة بديلة.
عوني الكعكي