IMLebanon

لا قرار مستقلاً عن الحزب “عملية جراحية” لبند “التضامن”

لم يصدر عن مجلس وزراء خارجية الدول العربية نهاية الأسبوع الماضي قرار مستقل بتصنيف “حزب الله” تنظيما إرهابيا، بل ورد نص مقتضب في متن قرار اتخذه المجلس تحت عنوان “تدخلات إيران في الدول العربية” في البند 13 في المقطعين الاخيرين منه. ففي الأول دان القرار “استمرار هذه التدخلات في الشأن الداخلي لمملكة البحرين من خلال مساندة الارهاب وتدريب الارهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية ومواصلة الخطابات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار، وتأسيس جماعات إرهابية في المملكة ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” الإرهابي والذي يتنافى مع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفقا لمبادىء ميثاق الامم المتحدة”.

وورد في المقطع الأخير من البند 13 للقرار اسم الحزب في معرض إشادة المجلس الوزاري بالبحرين وأجهزتها الأمنية لأنها “أحبطت في كانون الثاني الماضي مخططا إرهابيا كان يستهدف المملكة وألقت القبض على أعضاء هذا التنظيم المكلف تنفيذ المخطط و”المدعوم مما يسمى الحرس الثوري الايراني وحزب الله الإرهابي، الذي كان يعدّ لتنفيذ سلسلة من الأعمال الارهابيةً الخطيرة في ربوع المملكة”.

ويتبين من خلال كيفية توصيف الحزب بأنه “تنظيم ارهابي” في قرار المجلس الوزاري أنه يندرج في سياق اتهام دول مجلس التعاون الخليجي إيران بأنها تجند تنظيمات لقتال بعض الأنظمة العربية وتمدها بالأسلحة والمال وتوفّر لها تدريب مقاتلين ليحاربوا النظام في البحرين، ولم يُفرَد في القرار للتدخلات الإيرانية بند مستقل كما هو الحال بالنسبة الى اتهام طهران بأنها مستمرة في احتلال ثلاث جزر إماراتية (٦)، وتدخلها في الشؤون الداخلية للبحرين (7)، سوريا (8) واليمن (9) .

وأفاد مصدر ديبلوماسي أن اللقاء بين وزير الخارجية جبران باسيل ونظيره السعودي عادل الجبير لم يحصل كما كان يروج له سفير إحدى الدول العربية المؤثرة، لكن الرجلين تحادثا عن بند “التضامن مع الجمهورية اللبنانية”، هذا البند الذي أدرج لأول مرة على جدول أعمال كل دورة عادية سواء في آذار أو أيلول منذ أن كان فارس بويز وزيرا للخارجية في التسعينات. ووصف المصدر البند بأنه “خضع لعملية جراحية وتعديلات أثر عليها الجبير، وشارك في أحدها وزير خارجية الاْردن ناصر جودة في الفقرة التي نصت على فرادة تركيبة العيش اللبنانية”. وما قاله أكثر من وزير عربي عن التسامح وقبول الآخر، ردّ عليه باسيل بأن ما تطالبون بحذفه وارد في اتفاق الطائف، وإدراجه في بند “التضامن” ليس معناه إهانة لأي دولة عربية”. وخاطب المنتقدين: “إذا قررتم وضع قرار عن تركيبتكم فلا مانع لدي، وأؤيده”.

طالب الجبير بحذف عبارة “التضامن مع حكومة لبنان” لأن حزب الله في تركيبتها، فاقترح باسيل إحلال عبارة التضامن مع “المؤسسات الدستورية اللبنانية”.

وطالب المسؤول السعودي بحذف كلمتي “داعش” و”النصرة” من نص الفقرة المتعلقة بمحاربة لبنان للتنظيمات الإرهابية، مستندا الى تحديد ما ورد في الامم المتحدة من تعريف، وأصرّ الجبير على استبدالهما بعبارة “التنظيمات الارهابية”.

وقال: “يجب اضافة “عدم إثارة النعرات الطائفية” في مقطع العيش المشترك”.

ودعا الجبير الى تعديل فقرة من مشروع القرار عن مقاربة لبنان للعدو الاسرائيلي، فردّ باسيل بأنه “يستحيل ذلك، خصوصا لجهة مطالبة لبنان بالحصول على التعويضات المالية بعد الخسائر التي أحدثتها الاعتداءات الاسرائيلية والحروب التي شنتها الدولة العبربة على لبنان مدى سنوات طويلة، آخرها كان عام 2006”.