IMLebanon

لا انتخابات ولا تعيينات ….

اقترب الموعد المحتمل لتوقيع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الاعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الامن زائد أالمانيا. ففي الثلاثين من الشهر الحالي يفترض، اذا سارت الجولة الاخيرة من المفاوضات على ما يرام، وجرى تذليل العقبات، التوصل الى نص نهائي للاتفاق حول البرنامج النووي الايراني، بما يشرع الباب امام مرحلة جديدة ستدخلها المنطقة، مع بدء ايران في العودة المتدرجة الى المجتمع الدولي، والا من باب الاتفاق النووي، وثانيا من باب انطلاق مسار متدرج لرفع العقوبات عنها، واول الغيث ارصدة قد تصل الى مئة وخمسين مليار دولار يتوقع ان تبدأ طهران في تسلمها في غضون بضعة اشهر من التوقيع.

نحن إذاً – في حال التوصل الى الاتفاق – امام مرحلة جديدة ستدخلها المنطقة التي تشهد صراعات دموية على اكثر من مستوى – والمستوى العربي – الايراني هو الاشد خطورة لان ترجمته العملية هي قيام حرب مذهبية سنية – شيعية، قد تمتد، اذا لم تتم محاصرتها من الآن، عقوداً طويلة. الحرب تلبس لبوس الصراع المذهبي الذي يحشد الملايين بسهولة خلف شعارات من القرون الوسطى.

لبنان جزء من ساحة المواجهة الطويلة الامد، وان يكن ينعم في المحلة الراهنة بحد ادنى من التهدئة والاستقرار بمظلمة محلية – اقليمية – دولية. ولكن التهدئة في لبنان كما الاستقرار  ليسا راسخين، ولا دائمين. غدا يمكن ان يفيق اللبنانيون العاديون على تصعيد متدرج في التوتر السياسي يفتح الباب امام انفجار امني.

لا انتخابات رئاسية قبل تحقق أمرين: ان ينجر الاتفاق النووي الايراني مع مجموعة الـ5+1 من ناحية، ومن ناحية ثانية ان يحسم الصراع في سوريا اما باتفاق حد ادنى سياسي يقوم على رحيل بشار الاسد وبطانته، وبقاء جزء من النظام يحكم البلاد مع ائتلاف معارض مرضي عنه غربيا – عربيا، واما بحسم عسكري بات اكثر من ممكن بعدما تبين بالملموس ان السبب الاول لتأخر سقوط بشار لا يعود الى الدعم الروسي والتورط الايراني المباشر، بل الى احجام الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين عن تقديم دعم حقيقي للثوار على مستوى التسليح.

لا تعيينات في المؤسسة العسكرية قبل معرفة من سيكون رئيسا للجمهورية. والتمديد سيكون امراً واقعاً برضى الفريقين الاكبرين على الساحة “حزب الله” و”تيار المستقبل” ما دام الخيار المتفق عليه هو التهدئة والاستقرار بحده الادنى. ومن يريد تعطيل الحكومة لإجبارها على اجراء تعيينات في قيادة الجيش واهم جدا. فالظرف المحلي والاقليمي يحتم الابقاء على القديم، وعدم اجراء تغييرات جوهرية في المؤسسة العسكرية في خضم معركة معقدة تجري على ارض سوريا، وتختلط فيها المقاييس، وتتقاطع التحالفات الموضوعية بين الاضداد.

استنتاجاً، فإن من يريد تحريك الوضع في لبنان الآن عليه أن يستعين بالصبر، لان المفتاح خارج لبنان.