لم ينس الطرابلسيون يوم قرر النائب انطوان زهرا الحضور الى مدينة طرابلس لاعلان تضامنه مع سكانها والوقوف مع ابنائها… حينذاك وصل زهرا الى شارع الراهبات للتضامن مع فئات شعبية متنوعة كانت تعلن تضامنها مع الاب ابراهيم سروج يوم استهدفت مكتبته واحرقت، تلك اللحظات ما زالت حاضرة في الاذهان لحظة وصول زهرا حيث اطلقت الهتافات ضده بالقول «زهرا برا برا» فعاد من حيث اتى.
اليوم تفاجئ القوات اللبنانية اهالي طرابلس بقرارها افتتاح مكتب لها في مدينة لم تطأ قدم اي قيادي قواتي هذه المدينة بصفة رسمية منذ اغتيال الشهيد الرئيس رشيد كرامي، ويوم كانت هناك محاولات برفع لافتات او اي شعارات تتضمن شعارات قواتية كانت تتم ازالتها على الفور من قبل السلطات المختصة.
شكل خبر اعلان وفد قواتي زار محافظ الشمال مؤخرا عن نية القوات افتتاح مكتب في طرابلس في وقت قريب حالة استفزاز لشريحة واسعة من الطرابلسيين وطرح علامات استفهام لماذا في هذا الوقت وقبل الاستحقاق الانتخابي بأشهر؟ هل تسعى القوات بعد دخول المدينة من خلال مكتب دائم لها الى خوض المعركة الانتخابية؟ وفي حال بدا ان طموح القوات توسيع كتلتها النيابية هل ترضى قيادات المدينة ان يكون ذلك على حساب مشاعر اهلها؟ لماذا لا يكون للقوات ما يريدون من احلام انتخابية في كسروان مثلا؟ ام ان القوات ترى ان شعبيتها في طرابلس ضعف شعبيتها في مناطق لبنانية اخرى؟
وحسب الاوساط ان دخول القوات اللبنانية الى طرابلس عبر مكتب حزبي ربما يتحول الى مكتب خدماتي وانتخابي يمكن ان يعيد المدينة الى ما لا يتمناه الطرابلسيون حيث ستكون هناك حالة خوف وقلق دائم من توتر الوضع في المدينة نتيجة ما يمكن ان يشكله هذا المكتب من حالة استفزاز لأهل طرابلس.
وترى اوساط طرابلسية ان هناك حالة تضامن واسعة مع انصار الوزير فيصل كرامي وبدا ذلك من مواقع التواصل الاجتماعي حيث شن انصار كرامي حملة على افتتاح المكتب وتضامن معهم انصار الوزير محمد كبارة والرئيس نجيب ميقاتي اضافة الى فاعليات متنوعة من المدينة وجاءت الحملة تحت عنوان «لا للقوات في مدينة الرشيد».
واعتبرت الاوساط ان افتتاح هذا المكتب تجاهل مشاعر عدد كبير من الطرابلسيين لا يقتصر على انصار كرامي وحسب بل يشمل فئات اخرى من الطرابلسيين الذين يعتبرون رشيد كرامي رمزا طرابلسيا وطنيا، ويعتبرون ان قضية رشيد كرامي هي قضية وطنية عامة وشاملة.