Site icon IMLebanon

لا حكومة ولا مُبادرات ولا انتخابات مُبكرة…راهناً!

 

عون للراعي : لا اريد الثلث المعطل و«بمشي بال 3 (8+8+8)» ولكن…

بكركي ستكثف الاتصالات مع عين التينة… فهل تنجح في الخرق؟

 

بدل ان تصب كل الجهود على اعادة تفعيل حركة الاتصالات والاجتماعات تذليلا للعقبات امام ولادة الحكومة، لم يشهد يوم امس، الا حرب بيانات على خط بيت الوسط – ميرنا الشالوحي- بعبدا، بدأها «التيار الازرق» فاتحا «نار جهنم» على ما وصفه ب»عهد جهنم» مفرغا كل رصاصاته باتجاه رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، ما استدعى ردا من التيار الوطني الحر، اعقبه رد من القصر الجمهوري عبر مكتب الاعلامي، نظرا للاتهامات والاهانات التي تعرض لها موقع الرئاسة. لم يتم الاكتفاء بهذا القدر من البيانات لا بل اكمل «المستقبل» «الحرب البيانية» فردّ على بيان بعبدا.

 

حرب البيانات هذه ازعجت بكركي التي عبّرت عن ذلك بوضوح على لسان سيدها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي زار امس بعبدا، معلنا استهجانه للإهانات التي وصفها بغير المقبولة.

 

الراعي الذي سأل : لماذا لا نؤلف حكومة أقطاب، حكومة إنقاذية تخلّصنا، وتكون مخرجا لما نحن فيه؟ أين دور المسؤولين السياسيين؟ اعلن انه لا يقبل ان يسمّي الوزيرين المسيحيين.

 

كلام البطريرك الذي اعاد الى الواجهة حكومة الاقطاب ليس بجديد، اذا سبق للراعي ان طرحه سابقا على رئيس الجمهورية، اذ كشفت مصادر مطلعة انه عندما طرحها الراعي على عون كان جواب رئيس الجمهورية، ان هذا الامر يناقض مبدأ المبادرة، كما ان الحريري لا يريد ذلك.

 

اجتماع بعبدا بين عون والراعي وصفته مصادر مطلعة على اجوائه بالايجابي ، كاشفة عن ان رئيس الجمهورية جدد امام غبطته التأكيد انه يريد حكومة سريعا، وانه لا يريد الثلث المعطل و»بمشي ب 3 (8+8+8)»، كما ابدى انفتاحه على اي حل لعقدة تسمية الوزيرين المسيحيين، وهو غير متمسك بالتسمية، ومستعد ان يبحث بالموضوع، لكن بحل وسط على قاعدة «لا انا اسمي ولا الحريري يسمي» اي باسماء لا يسميها الطرفان.

 

مصادر اخرى متابعة للقاء بعبدا، اعتبرت ان زيارة البطريرك وكلامه كشف ان المبادرات كلها سقطت وعلى رأسها مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري. اما عن سبب عدم قيام البطريرك باجراء اتصال بالرئيس المكلف من بعبدا وتمرير الهاتف لرئيس الجمهورية كما كان اشيع في الاعلام، فكشفت المصادر ان الراعي ادرك عمق الازمة ومدى تأزم الامور بين بعبدا وبيت الوسط، وبالتالي اعتبر ان هكذا اتصال لم يعد له لزوم بالامس.

 

وفي هذا الاطار، اكدت مصادر مطلعة على جو بكركي ان البطريرك سيواصل جهوده وسيكثفها على خط عين التينة، حيث يتوقع اتصال بين الراعي وبري بهدف تليين المواقف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، خاصة أن الكلام الصادر بالامس» عن «تيار المستقبل» فرمل التقدم الذي كان حاصلا على الصعيد الحكومي.

 

وبالعودة الى مبادرة بري ، يبدو انها انتهت عمليا، علما ان مصدرا مقربا من عين التينة اكد انه طالما لم ينع بري مبادرته، فهذا يعني انها مستمرة، كما ان رئيس البرلمان سيكثف الجهود وسيقوم بالمساعي اللازمة في محاولة لراب الصدع.

 

وفي هذا الاطار، تؤكد المعلومات انه بعد مؤتمر باسيل وكلام بري من انه ينتظر جواب باسيل، دخل حزب الله على خط عين التينة – ميرنا الشالوحي، في مسعى هدفه تأمين عقد اجتماع يأتي استكمالا للاجتماع الاول بين الخليلين وباسيل والحاج وفيق صفا، الا ان ساعات الامس، لم تشهد اي اجتماع من هذا النوع، اذ يبدو كما تقول مصادر مطلعة ان النائب علي حسن خليل خرج منزعجا وغاضبا من الاجتماع الاول.

 

اما عن ردّ التيار، على ما قاله بري من ان الحريري موافق وهو ينتظر جواب باسيل، فافادت مصادر مطلعة بان جواب باسيل تبلّغه الخليلان في لقائهما معه، وان من عطل ونسف مبادرة بري هو الحريري عبر تقديمه طروحات جديدة ، مشددة في الوقت نفسه على ان باسيل مستمر في دعم مساعي بري حتى النهاية، ومستعد لتذليل اي عقبة قد تستجد، لكن على قاعدة واضحة كحل وسط اساسها : الوزيران المسيحيان لا يسميهما لا عون ولا الحريري، وهذا ما يرفضه الرئيس المكلف.

 

وتكمل المصادر التي استغربت كلام بري الذي اتى بعد صدور بيان «المستقبل» الذي هاجم رئاسة الجمهورية، بان هذا البيان نسف المبادرة من اساسها.

 

اما على خط «بيت الوسط» فلا تعليق حتى اللحظة على كلام البطريرك الراعي الذي استهجن حرب البيانات والاهانات، واكتفت مصادر مطلعة على جو الحريري بالقول : لا تراجع.

 

وفي هذا السياق ، كشفت مصادر بارزة بان الحريري الذي ناقش مع كتلته الثلاثاء باجتماع في «بيت الوسط» كل الخيارات المتاحة، رفض اقتراحات بعض النواب بالاعتذار والاستقالة من المجلس النيابي و»خبط» على الطاولة كما تروي المصادر ليقول :» لو شو ما بيصير بالبلد ما رح اتراجع»!

 

وعليه يعلق مصدر مطلع على كواليس المفاوضات بالقول :»مسكرة لا اجتماعات ولا مبادرات جديدة ولا حكومة ولا اعتذار ولا انتخابات مبكرة»!

 

فهل بدأ خيار «حكومة الانتخابات» يتقدم على غيره؟