IMLebanon

لا رئيس مارونياً للجمهورية

الكيد السياسي الذي يمارسه بعض ما يسمى بالقادة المسيحيين وتحديدا الموارنة منهم، وللدقة اكثر المرشحون لمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية، يحرقهم ويحرقون معهم الطائفة المارونية، على حدّ قول مصادر مسيحية، ويضيّعون حقوقها ومكتسباتها التي اصبحت منذ فترة اشباه مكتسبات وحقوق بفعل التناقضات السياسية التي يمارسونها، بل ويمارسون معها سياسة « الانا « او لا احد. هؤلاء هم الذين كانوا يتباكون بالامس على شغور الرئاسة الاولى في هذا البلد، ويطالبون بتحقيق العدالة والمساواة بين الموارنة والطوائف الاخرى كي لا يخرج قصر بعبدا الرئاسي من الموارنة. لكن، اذا استمر الحال على ما هو عليه، فإنه من المؤكد انه سيفلت من قبضتهم الوراثية التي تميل مع الريح اينما مالت مصالحهم الشخصية وتفردهم باتخاذ القرار عن طائفة بكاملها لها جذورها وعراقتها واصالتها في لبنان والشرق، الذي كانوا يتغنون به بانه وطن العيش المشترك والتعددية الطائفية. ولا احد يحسدهم على افعالهم لانهم بانفسهم يضيعون المنصب الرئاسي بايديهم على عكس ما يدعي البعض منهم بان هناك من يريد انتزاعه منهم.

وتحدثت المصادر عن الحيثية النفسية والداخلية لكل مرشح من هؤلاء الذين نكاية بالطاهرة، تجمعهم الخلافات والتنفيعات السياسية والشخصانية والانانية. لكن، كما تتابع المصادر فان الاجتماعات النهارية والليلية، العلنية والسرية منها، تتصرف باوامر من السفارات واجهزة مخابراتها الخارجية على غرار ما حصـل في الدول العربيـة التي تمزقت وتقسمت وشاعت فيها الفوضى والحروب، وذلك الحاقا بالمخطط الامني الذي يسعى بان يكون لبنان ليس بمنأى من هذه الخريطة السياسية المحددة بما يسمى بالوطن او بالربيع العربي بخصوص ان يجتمع الرأي على المرشح الاوفر حظا في هذه الفترة وهو سليمان فرنجية، وذلك لاسباب عديدة ابرزها التوافق عليه من بعض الطوائف الكريمة الاخرى، اضافة الى الحرص الاقليمي والدولي على انتخابه، خصوصاً ان فرنجية كان حليفاً ودوداً لحزب الله ولم يلح على الحزب بمطالب كما يفعل عون الذي حاول اكثر من مرة عرقلة تألـيف او تكلـيف الحكومات. مع العلم ان حزب الله كان يراعيه في ذلك.

اما في ما يتعلق بفرنجية، تتابع المصادر بان زيارة زعيم المختارة وليد جنبلاط له في بنشعي هي تأكيد على موافقة جنبلاط وكتلته النيابية لفرنجية على هذا الترشح والانتخاب، لان فرنجية وبحكم علاقته الشخصية والمباشرة مع الرئيس السوري بشار الاسد قد يستطيع ترسيخ العلاقة بين الاسد وجنبلاط وبالاخص بعد المتغيّرات الاقليمية التي حصلت في المنطقة وتحديدا في سوريا من خلال التوافق الدولي على عدم معارضة على روسيا باقامة قاعدة عسكرية روسية دائمة على الاراضي السورية وهذا ما حصل خلال الاجتماع الاخير الذي دار بين وزيري خارجية روسيا واميركا حيث تمّ توزيع مناطق النفوذ لكل من القطبين الاميركي والروسي على الاراضي العربية وبما فيهما اسرائيل. هذا بالاضافة الى سعد الحريري الذي وافق على فرنجية بأمر من المملكة العربية السعودية وتحديدا من وزير خارجيتها عادل الجبير الذي عاش في كنف الولايات المتحدة الاميركية وتفهم ولو لبعض الشيء بعض الامور المستجدة في المنطقة. لكن من الاكيد فان الزعامات او القادة الموارنة المحليين يقرأون ولا يحللون، واذا شاء القدر ان يحللوا فتحليلاتهم كبعض الاطراف العربية التي لا تزال تغرد خارج سرب الواقع الحسي والملموس.

وتحذر المصادر الموارنة من انه في حـال عدم الاتـفاق على المرشح الاوفر حظا على عكس ما يقال ان ترشيح فرنجية هو لحرق في بورصة الانتخابات، فان ميشال سليمان سيكون اخر رئيس ماروني للبنان، وسيجـلس على كرسي الرئاسة الاولى في قصر بعبدا شخص اخر من المؤكد انه ليس من الطائفة المارونية، وقد يصبح منصب رئاسة الجمهورية اللبنانية منصبا فخريا على غرار ملكة بريطانيا «اليزبيت»، التي لا تحكم حتى على نفـسها، حـيث السلطة منوطة برئيس الحكومة. هذا بالاضافة الى تخوف المصادر من ان تصبح الطائفة المارونية في عداد آخر الطوائف اللبنانية بفعل زعامات وقيادات مارونية لا ترى في مصلحة الطائفة إلا مكاسبها الخاصة والشخـصية، وللامانة فان التاريخ سيحكم على ما قد يحصل.