IMLebanon

الامل المفقود

 

 

صحيح أننا افتقدنا الأمل، ومن زمان،  في استقبال  السنة الجديدة، لأننا بتنا، ومعنا الوطن، رهنَ الانهيارات والخيبات والكوارث والأزمات المتناسلة… إلى سوء الأداء لدى أهل السلطة و»الجماعة السياسية» عموماً، على حدّ ما يطلق غبطة السيد البطريرك من تسمية على أهل السياسة… خصوصاً أن هذا، كله، يحدث بالتوافق مع أمرين متلازمين:  من ناحية تخلّي الأقربين والأبعدين عنّا (ومن باب الإنصاف نقول إننا نتحمل جانباً كبيراً من المسؤولية في ذلك)، ومن ناحية ثانية فإن من يتطلع إلينا بعطف أو يمدّ لنا يد المساعدة، من جهات ومنظّمات وصناديق… إنما يُشهر علينا وفوق رقابنا شروطاً عرقوبية، كثيراً ما تتجاوز إمكاناتنا والقدرات!

 

نقول إنه صحيح أننا افتقدنا الأمل منذ سنوات  طويلة عشية السنة الجديدة، ولكننا لم نصل، في أي مرّة، إلى ذروة اليأس التي بلغنا إليها في هذه الأيام عشية إطلالة السنة المقبلة (2022) التي  تدهمنا ونحن في  لجّة الأزمات التي تتلاعب بنا عواصفها الهوجاء وأنواؤها الصاخبة، وسط خلافات جوهرية على كل شيءٍ تقريباً، وفي المجالات كافةً… بحيث يتعذّر علينا التذكير بها، ليس لندرتها بل لكثرتها، وكلٌّ منها يمثل شأناً أساسياً وجوهرياً.

 

وما يزيد الصورةَ سوداويةً، والمشهدَ عبثيةً، والنفوسَ خوفاً على الآتي ومنه، إنما هو فقدان الثقة المطلقة بالمسؤولين في السلطة وخارجها، من الجماعة السياسية إياها، التي  «جرّبناها فوق وجرّبناها تحت»، وفي التجربتين لم نحصل سوى على الخيبة، وبَدَوْنا كمن يقبض على الريح…

 

ولا نقول جديداً إذ نعلن أن  النظام اللبناني يحْتَضَرُ، والمخيف أن البديل (وهو الآتي قريباً) ليس سوى الفوضى العارمة، لتعذر التوصّل إلى أي بديل يلقى التفافاً حوله  ولو في الحد الأدنى…

 

وأما المشاريع التي يُجرى العمل عليها فليس بينها أي روابط أو حتى قواسم مشتركة. وستكون لنا عودة إلى هذا الموضوع الحسّاس الذي يعملون كلهم في إطاره، ويتكتم معظمهم حوله، أما هذه الزاوية فلم تنفك تتناوله منذ سنتين تقريباً من دون انقطاع، خصوصاً مشاريع اللامركزية الإدارية والفيدرالية وحتّى الكونفيدرالية أيضاً…