من اليوم حتى موعد الاستحقاق في الجلسة المقبلة التي عيّنها دولة الرئيس نبيه بري في 31 تشرين الأوّل المقبل مئات لا بل آلاف لا بل مئات آلاف التعليقات التي ستصدر مع وضدّ، وبغض النظر عن الآراء المختلفة والمتناقضة هناك حقيقة واحدة ألا وهي أنّ الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري الى بنشعي ولقاءه مع المرشح الوزير سليمان فرنجية والبيان الذي صدر في أعقابها ولم يشر الى تأييد أو عدم تأييد الرئيس الحريري للوزير سليمان فرنجية، هي بداية الطريق نحو الحل للمأزق الرئاسي.
نعرف أنّ العقبات والصعوبات والمصالح التي تعترض هذا الاستحقاق كثيرة جداً ومعقدة أكثر:
أولاً- البعض يقول إنّه لن يحصل شيء على صعيد الاستحقاق قبل التوافق الدولي… ولما كان هذا التوافق بعيداً فلا استحقاق.
ثانياً- إنّ إيران تمسك بالاستحقاق الرئاسي اللبناني ورقة في يدها ولن تتخلى عنها بسهولة.
ثالثاً- هناك من يرى أنّ شيئاً لن يحصل قبل انجلاء الوضع في سوريا.
رابعاً- البعض يقول إنّ المملكة العربية السعودية لا تقبل بالجنرال ميشال عون، بالرغم من مأدبة العشاء التي أقامها السفير علي عواض عسيري ودعا إليها أهل السلطة جميعاً: موالاة… معارضة… 8 آذار… 14 آذار… وكما يقول المصريون: يللي بيسوى ويللي ما بيسواش.
وبالرغم من الرسالة التي أذيعت لمناسبة العيد الوطني للمملكة، وهي رسالة من الملك الوالد عبدالعزيز المؤسّس للمملكة والتي يدعو فيها المسلمين والمسيحيين اللبنانيين أن يكونوا معاً في البيت الواحد.
وأيضاً الرسالة الثالثة التي وجهها الملك عبدالعزيز للسعوديين يقول لهم فيها إنّ لبنان وطنكم الثاني.
طبعاً علينا أن نأخذ بالإعتبار أنّ الرئيس سعد الحريري لا يمكن أن يتحرّك في لبنان إلاّ من منطلق أنّ سياسته هي سياسة المملكة، خصوصاً أنّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يردّد دائماً: لولا المملكة لا يوجد الحريري.
أمام هذا الكيل من التناقضات نقول إننا نريد انتخاب رئيس للجمهورية، ونبشّر اللبنانيين بأنّ تحرك الرئيس سعد الحريري هذه المرة لا يمكن إلاّ أن يصل بالسفينة الى بر الأمان.
عوني الكعكي