عندما طرح موضوع تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام، وافق سعد الحريري على المشاركة مع حزب الله، وكان قراره جريئاً ولكنه غير شعبي.
وبعدما كان يطالب حزب الله بالانسحاب من سوريا، وبسحب سلاحه من بيروت، وبتأييد الحزب اعلان بعبدا… لم يتخلَّ الحريري عن موقفه المبدئي، الا انه سهل تشكيل الحكومة بـ«ربط النزاع».
ولو اجرينا اليوم حسبة صغيرة لهذه الحكومة لسألنا انفسنا: هل ربحنا ام خسرنا؟ وهل كان الافضل عدم قيام حكومة تمسكاً بالشروط الثلاثة آنفة الذكر؟
وهل كنا نتصور ان فريق 14 آذار يمكنه ان يأخذ من الحقائب الاساسية ما أخذ: الداخلية، العدل والاتصالات وسوها…
فقياساً: هل الأفضل ان نبقى من دون حكومة أو الوضع الحالي؟
الاكيد: الوضع الذي نحن فيه اليوم هو الأفضل.
ذاك كان «الحوار» الاول.
الحوار الثاني المطروح اليوم فيه بندان رئيسان:
البند الأول: التخفيف من الاحتقان المذهبي القائم الذي لا يظن احد انه قادر على تهدئته اذا أُفلت، لا سمح الله… فنكون يوم لا ينفع الندم.
البند الثاني: الاتفاق على رئيس جمهورية توافقي، وفي هذا البند بالذات هناك عوامل داخلية وعوامل خارجية.
والعوامل الخارجية هي، من أسف، اهم من الداخلية.
وهناك المفاوضات التي تدور بين الـ5+1 وايران في الملف النووي، ويبدو انها باتت حاجة ملحة للايرانيين الذين يعانون من بداية انهيار اقتصادي كبير بسبب هبوط اسعار النفط. والانهيار في ايران حاصل بشكل او بآخر ولكن القبضة الحديدية الامنية تمنع تسرب المعلومات الى الخارج. الا ان ما يصل من معلومات يؤكد على اننا يمكن ان نسمع في اي لحظة سقوط النظام وهذا احتمال وارد.
اوباما يعتبر انه في حال التوصل الى اتفاق مع ايران يكون قد حقق الانجاز الوحيد في عهده.
وكان لافتاً ما اورده الرئيس الروسي بوتين في مؤتمره الصحافي الاخير الذي قال فيه ان الاتفاق بات وشيكاً بين واشنطن وطهران. علماً ان روسيا هي المتضرر الاكبر من هبوط اسعار النفط. وتفيد التقارير ان الدولار ارتفع من 28 روبلاً الى 58… واقتضى ذلك 70 مليار دولار لحماية الروبل… ولتخفيض الدولار اخيراً من 80 روبلاً الى 58 اضطر البنك المركزي الروسي لأن يضخ سبعة مليارات دولار خلال ايام قليلة.