IMLebanon

مهما تعدَّدت الطاولات والجلسات  ملفات الناس واحدة

لو سارت الأمور كما يجب أن تسير منذ بدء العهد، في أواخر تشرين الأول الماضي، ومنذ تشكيل الحكومة في منتصف كانون الأول الماضي، لكان الوضع اليوم غير ما هو عليه:

لكان هناك مجلس نواب جديد وحكومة جديدة وتقديمٌ للملفات الحياتية والمعيشية، التي تقضُّ مضاجع اللبنانيين، على الملفات السياسية.

لكن دائماً في لبنان تجري رياح الظروف بما لا تشتهي سفن الملفات، وها نحن اليوم عشية بدء التمديد الثالث لمجلس النواب، وأمامه ورشة تشريعية، لعل أبرزها إنجاز قانون الموازنة العامة للعام 2017، ولو بتأخير سبعة أشهر، لأنَّ هذه الموازنة كان يُفترَض أن تُنجز في أواخر السنة الفائتة، لكن كما غيرها من الملفات فقد لحقها التأخير شبه القاتل، وإذا استمرَّ الصرف على القاعدة الإثنتي عشرية فهذا يعني أنَّ التمديد يصبح قاتلاً.

***

هذا يستدعي فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، لأنَّ الدورة الإستثنائية التي خُصِّصت لقانون الإنتخابات قد انتهت أمس، وهذا ما حدا الى فتح دورة استثنائية تبدأ غدا وتنتهي في ١٩ تشرين الاول المقبل ضمنا.

ولمَن لا تُسعفه الذاكرة أو ثقافة السلطة التنفيذية، فإنَّ على الوزراء أن يقدِّموا أرقام موازنات وزاراتهم اعتباراً من شهر آب المقبل، عن موازنة العام 2018، فيما موازنة 2017 لم تصدر بعد.

دائماً هناك تأجيل وتأخير في الملفات التي لا تحتمل تأجيلاً وتُرتِّب أكلافاً باهظة من جراء كل تأجيل.

اليوم وصل البلد إلى هنا، فماذا يجب أن يكون على طاولة البحث والإنجاز؟

الناس يعتبرون أنَّ قانون الإنتخابات النيابية أصبح وراءهم، وأنَّ أمامهم مستحقات مكلفة تبدأ بالنفايات ولا تنتهي بالكهرباء. وحسناً فعل رئيس الجمهورية بدعوة رؤساء الكتل النيابية الممثلة في الحكومة إلى اجتماع القصر بعد غد الخميس، وهذا الإجتماع من شأنه أن يُفعِّل عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية في آن واحد، لأنه سيحضره رئيس السلطة التشريعية ورئيس الحكومة ورؤساء الكتل التي يتلقى الوزراء تعليماتهم منهم.

***

الورقة التي تمَّ توزيعها مع الدعوة تحاكي هموم الناس وهواجسهم، فهي تتحدث عن القطاعات الإقتصادية والإجتماعية والسياحية والتنموية والبيئية والحيوية، وتحت هذه العناوين تندرج الملفات التي تقضُّ مضاجع اللبنانيين، ومن أبرزها التي بدأت تطفو على سطح الأزمة:

البنود المعيشية والحياتية والبيئية هي بنود غير خلافية، بل هي بنود يُجمع اللبنانيون على وجوب معالجتها بالسرعة القصوى:

أزمة النفايات عادت تُطل برأسها، سواء من مكبِّ برج حمود أو من مكبِّ كوستابرافا أو من المكبات العشوائية، ومع ارتفاع الحرارة فإنَّ الروائح المنبعثة تنبئ بتهجير قسري للسكان المقيمين في محيط تلك المناطق.

أزمة المياه تلوح في الأفق أيضاً، على رغم أنَّ فصل الشتاء كان سخياً.

هذه الملفات وغيرها، هي التي يريد الناس معالجتها، أما الملفات التي تثير جدلاً من دون أن تكون مفيدة للناس، فإنَّ بالإمكان تأجيلها أو حتى الإستغناء عنها.