Site icon IMLebanon

لا أحد في الداخل والخارج يملك أي فكرة للخروج من أزمة الفراغ الرئاسي

لا أحد في الداخل والخارج يملك أي فكرة للخروج من أزمة الفراغ الرئاسي

الإتفاق النووي في مدار المجهول والأميركي ينتظر مشهد العراق وسوريا والفرنسي يفتِّش عن دور

برّي سيُطلق ورشة تشريعية تبدأ بجلسة عامة قبل نهاية آذار

 ثلاثماية يوم إلا تسعة مرّت على الشغور الرئاسي بعد خروج الرئيس ميشال سليمان من قصر بعبدا، من دون ان يطرأ على هذا الاستحقاق أي تطوّر يخرجه من فم التنين، لا بل إن هذا الملف يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، وتستمر مع ذلك حالة الترقب السلبية للمدى البعيد، حيث لا أحد من اللبنانيين يملك أي فكرة للخروج من هذه الأزمة، ففي الداخل الأفق مقفل وكذلك في الخارج، مصير الاتفاق النووي ما زال في مدار المجهول، الأميركيون اخذوا خيار تأجيل البت بالملف اللبناني إلى ما بعد وضوح الرؤية في العراق وسوريا، اما الفرنسيين المعنيين أيضاً بالملف اللبناني فلا هم لهم إلا التفتيش عن دور في الشرق الأوسط بأي ثمن، ولذا تراهم غير مكترثين مهما طال أمدّ الشغور الرئاسي في لبنان طالماً الوضع الأمني مستقراً، والحكومة تسيّر أمور البلاد والعباد.

وامام هذه المشهدية غير المطمئنة إلى متى سيبقى لبنان على رصيف الإهمال الإقليمي والدولي وعدم الاكتراث المحلي؟

يبدو ان هذا المشهد سيبقى هو السائد لفترة طويلة ويعود السبب في ذلك إلى كون ان الدولة بأمها وأبيها فاقدة للتوازن والموازنة والأمن والثقة، وما بين هذا وذاك حكومة لا تمشي الا بقوة دفع قهرية بشكل يدفع إلى السخط الحقيقي من قبل اللبنانيين الذين لم يعد ينتبهوا إلى المواعيد التي تضرب وترحل لجلسات انتخاب الرئيس، ولم يعد لهم من همّ إلا كيفية التفتيش عن لقمة عيشهم في الوقت الذي يضعون فيه أيديهم على قلوبهم خوفاً مما يُحكى عن الوضع الأمني إن كان على الحدود مع سوريا أو في الداخل بعد المعلومات التي تحدثت عن إمكانية عودة موجة الاغتيالات في حال فشلت المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني.

والمستهجن على صعيد الاستحقاق الرئاسي ان هناك من بات يجزم بأن الأشهر المقبلة لن تحمل أي ايجابيات على هذا الصعيد وذهب البعض إلى الجزم بأن لا انتخابات رئاسية في ما تبقى من هذا العام، وهؤلاء يبنون معلوماتهم على العقبات التي ما تزال تعترض سبيل ولادة الاتفاق النووي والتي يأتي في مقدمها الرسالة التي بعث بها أعضاء الكونغرس الأميركي من الجمهوريين ومفادها ان أي اتفاق بإمكانهم الغاؤه بشطبة قلم. غير انهم ورغم النظرة التشاؤمية التي يرسمونها حول المفاوضات الأميركية – الإيرانية لم يقفلوا الباب بالكامل على إمكانية ولادة تسوية قيصرية للاتفاق في حال نجح الرئيس باراك أوباما الإفلات من شباب الجمهوريين الذين يترصدونه بدفع مباشر من اللوبي الصهيوني الذي يستنفر كل قواه في سبيل منع حصول هذا الاتفاق الذي يعتبرونه خطراً على إسرائيل.

هل يبقى لبنان في حالة المراوحة إلى ان تتضح معالم صورة الملف النووي وجلاء غبار  المعركة في العراق وسوريا؟

تسارع أوساط سياسية إلى الإجابة على هذا السؤال بكشف معلومات مستقاة من أكثر من دبلوماسي عربي وأجنبي مفادها أن هناك نصيحة تتكرر يومياً على لسان أكثر من دبلوماسي للمسؤولين اللبنانيين بأن حافظوا على حالة الاستقرار الموجودة حالياً وتعبئة الوقت بالحوارات الداخلية بين القوى السياسية والخروج بتفاهمات على الملفات التي تساهم في تحصين الداخل وإبقاء عجلة الحياة متحركة، من دون أن تستبعد هذه الأوساط أن يكون حراك السفير الأميركي ديفيد هيل في الآونة الأخيرة يصب في هذا الإطار بمعزل عن المواقف التي أطلقها والتي لم تلق استحساناً عند أفرقاء لبنانيين.

وتعوّل الأوساط كثيراً على حكومة الرئيس تمام سلام في ملء الفراغ الذي سيطول خصوصاً وأن هذه الحكومة أخذت قوة دفع إضافية بعد توقفها عن العمل على مدى أسبوعين من خلال التفاهم غير المعلن على آلية عمل تجنّب هذه الحكومة أية ارتجاجات تعيق عملها ويوازي ذلك رغبة يبديها الرئيس نبيه بري في إطلاق ورشة تشريعية في النصف الثاني من هذا الشهر حيث سيعمد إلى الدعوة إلى جلسة تشريعية في العقد العادي الثاني الذي سيبدأ في الثلاثاء الأول الذي يلي الخامس عشر من الشهر الحالي، وأن هناك اتصالات ومشاورات لتأمين ممر آمن لهذه الجلسات التي سيوضع على جدول أعمالها الكثير من المشاريع واقتراحات القوانين التي أنجزتها اللجان والتي تقع تحت عنوان تشريع الضرورة حيث أن اتصالات تجري لتأمين حضور كافة الأطياف السياسية خصوصاً الذين لديهم ملاحظات حول هذا الأمر في ظل الفراغ الرئاسي، مشددة على أن الرئيس بري يميل الى التفاؤل لهذه الناحية وهو مستمر في مسعاه لإنضاج هذا الأمر والشروع في تكثيف الجلسات لعل ذلك يعوّض عما فات طيلة الأشهر الماضية حيث حال ربط البعض التشريع بالاستحقاق الرئاسي دون تأمين الظروف الملائمة لعقد جلسات تشريعية، موضحة أن هذا الأمر كان في صلب الأحاديث التي دارت بين رئيس المجلس والعماد ميشال عون خلال زيارة الأخير إلى عين التينة حيث تم التفاهم على استمرار التواصل في هذا السياق.