IMLebanon

هاشم لـ”الديار”: لا رئيس في المدى المنظور التهويل بالعقوبات لم يؤثّر في الماضي ولا في الحاضر والمستقبل 

 

 

يطرح الكلام عن فرض عقوبات على الرئيس نبيه بري، أكثر من علامة استفهام حول المرحلة المقبلة، وما ستشهده من تجاذبات سياسية بين هذا الفريق وذاك. وفي هذا السياق، اعتبر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم، أنها ليست المرة الأولى التي تُوجّه فيها مثل هذه التهويلات والتهديدات، فهي لم تؤثّر في الماضي ولن يكن لها أي تأثير في الحاضر أو المستقبل، لأن ما ينطلق منه بري في مقاربته للملفات والمسائل الداخلية والخارجية، تنطلق من المصلحة الوطنية، بعيداً عن أي إملاءات أو مصالح خارجية أياً تكن هذه المصالح، وما هو مدار نقاش اليوم على المستوى الوطني هو دور سيادي بامتياز، فلبنان ليس بولاية خارجية أو مقاطعة لأي دولة كانت قريبة أو بعيدة، ولا يمكن أن يكون خاضعاً لإرادة هذه الدولة أو تلك، إنما أموره السيادية تنطلق من علاقات مكوّناته ومن أصول دستورية وقانونية وما تحتّمه المصلحة الوطنية العليا.

 

وعما إذا كان مخيم عين الحلوة يعيش فترة هدوء ما قبل العاصفة، نفى هاشم ذلك موضحاً أن الهدوء الذي كان نتيجة الاتصالات التي حصلت على أكثر من مستوى بين القوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية، والتي لم تتوقف خلال الاشتباكات ولا بعدها واستمرت خمسة أيام، وركزت على تكريس هذا الهدوء لأن الاستقرار والأمن الوطني الداخلي هما مسؤولية وطنية، ومن غير المسموح للأشقاء أو لغيرهم أن يزعزعوا هذا الاستقرار الوطني، و يتمّ العمل الآن على أن تكون هذه المرحلة، مقدمة لهدوء تام وليس لأي هدنة مرحلية.

 

وعمّا تنتظره كتلة “التنمية والتحرير” من الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في أيلول المقبل، قال: ” نحن نرحب بأي مساعٍ لمساعدة اللبنانيين سواء كانت دولية أو عربية، وخاصة بمواجهة المأزق الرئاسي، ولكن ما دمنا ننتظر مرحلة البدء بنقاش وحوار أو تشاور، فلماذا لم نبادر إلى مثل هذا الحوار الوطني بين المكوّنات يوم دعا بري الى ذلك، وحتى مع بداية أزمة الشغور الرئاسي وقبل نهاية ولاية العهد الماضي، بأن نبحث في لقاء وطني في أمور الإستحقاق، ولو استجاب الفرقاء اللبنانيون على مثل هذا الحوار لوفّرنا على لبنان واللبنانيين الكثير الكثير، وما أضعنا كل هذا الوقت وهدرنا كل هذه الإمكانيات خلال هذه الأشهر الطويلة من عمر الشغور الرئاسي. وبالتالي، فمهما كانت نوايا الخارج ومبادراتهم تبقى المسؤولية وطنية، وإن لم نبادر ونساعد أنفسنا، فعبثاً ننتظر الآخرين وما يمكن أن يحملوه إليه”.

 

لماذا الحوار طالما أنكم متصلّبون في تسمية سليمان فرنجية؟ هنا يقول هاشم: ” أبداً ، ما هو مطروح حتى اليوم، البحث في مواصفات وليس في أسماء، وهذا ما كان قد انطلق منه الرئيس بري في دعوته للحوار في نقاش وطني داخلي، إلاّ أنه وللأسف فإن البعض، ولتبرير رفضه المشاركة في الحوار، بدأ بالتشكيك ومحاولة ذرّ الرماد في العيون والحديث عن فرض إرادة معينة ولكن ليست هذه الحقيقة، لأنه على أساس المواصفات التي يتم التوافق عليها، يجري اختيار الشخصية التي تنسجم معها، والتي قد تكون شخصية أو اثنتين وثلاثا، عندئذ نذهب إلى صندوقة الإقتراع بروحية وحدة الموقف الداخلي وآلية الإنتخاب الدستورية، وسنكون مع من توافقنا عليه، لكن البعض ما زال حتى اليوم يعمل على تمويه الحقيقة وتضليل الرأي العام، فالحوار سيكون على المواصفات”.

 

وما إذا كان يرى رئيساً للجمهورية في المدى المنظور، يؤكد هاشم أنه حتى اليوم، وإن لم تتبدّل الآراء لدى القوى السياسية والمعطيات، فما من مؤشرات عن قرب الخروج من هذا المأزق، لأنه لا جديد حتى اللحظة، وما زال البعض يضع شروطاً للذهاب إلى الحوار، فالمطلوب اليوم هو القناعة للذهاب إلى الحوار دون قيد أو شرط.