سلام إلى القمة العربية ـ اللاتينية الثلاثاء
لا أفق قريباً لمعالجة مشكلة النفايات
ما زال رئيس الوزراء تمام سلام في حال متابعة وانتظار للاتصالات الجارية على خطين: الاول، معالجة أزمة النفايات بدرس خيار الترحيل الى الخارج برغم كلفته العالية وتقنياته الصعبة، ومعالجة مطالب المعترضين على انعقاد جلسات عادية لمجلس الوزراء وهو أمر غير متاح في المدى المنظور. والثاني ترقب نتائج الاتصالات الجارية لمعالجة اعتراضات الكتل النيابية المسيحية الرافضة انعقاد جلسات التشريع النيابية، علها تنجح في تسهيل عقد الجلسة، ما يمكن ان يفتح الباب امام تسهيل عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، على الأقل لمعالجة مشكلة النفايات.
لكن الرئيس سلام لا يعوّل كثيرا «على تفهم معظم القوى السياسية لخطورة ازمة النفايات»، وينقل عنه زواره «أن احداً لا يريد حل هذه الازمة على ما يبدو لأسباب سياسية وغير سياسية، وإن كان يعوّل على ان تُحل ازمة تشريع العديد من مشاريع واقتراحات القوانين المالية المهمة لمصلحة الدولة والمصارف والشركات العاملة في لبنان وخارجه».
وتحت ضغط الانتظار، وفي ما يبدو ان لا افق لحل ازمة النفايات وعقد جلسة للحكومة الاسبوع المقبل ايضا، يغادرالرئيس سلام، ظهر غد الثلاثاء، الى الرياض مترئسا وفد لبنان الرسمي الى القمة الثالثة للدول العربية ـ الاميركية اللاتينية التي تعقد في العاصمة السعودية لمدة يومين، وتبدأ بعد عصر الثلاثاء وتنتهي مساء الاربعاء يعود بعدها سلام والوفد الوزاري المرافق الذي يضم: نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، ووزير الخارجية جبران باسيل، ووزير الماليةعلي حسن خليل، حيث يفترض ان يلقي كلمة لبنان في القمة، وستكون له لقاءات على هامشها مع عدد من الزعماء العرب والاميركيين اللاتينيين.
ويثير الرئيس سلام خلال القمة وفي اللقاءات التي يعقدها القضايا الاساسية التي تهم لبنان، التي تحتاج دعم دول العالم لا سيما الدول العربية والصديقة، ومنها الأزمة السورية وانعكاسها على لبنان لا سيما في قضية اللاجئين والدعم المرتقب الذي لم يصل الا النذر اليسير منه، اضافة الى موضوع الارهاب، والدعم الاقتصادي، والتبادل التجاري والاستثماري.
ويغادر الوزير باسيل اليوم الى الرياض، للمشاركة في الاجتماع التحضيري الذي يعقد بعد الظهر على مستوى وزراء خارجية الدول المشاركة في القمة، الذي يحدد جدول الاعمال ومشروع البيان الختامي. وسيركز الوزير باسيل من جانبه في اللقاءات التي يعقدها على موضوع الاغتراب اللبناني في اميركا اللاتينية.
وتعقد القمة مرة كل ثلاث سنوات، مرة في بلد عربي ومرة في بلد اميركي، وقد عُقدت ثلاث قمم حتى الآن، الأولى في برازيليا في 2005، والثانية في الدوحة في 2009، والثالثة في ليما في 2012.
ومن المقرر أن تناقش القمة الرابعة في الرياض، مواضيع ذات صلة بتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين الدول العربية واللاتينية، إضافة إلى بحث قضايا إقليمية ودولية، مثل القضية الفلسطينية ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، ومكافحة الإرهاب، والوضع في سوريا وفي ليبيا واليمن، وتطورات المؤتمر التاسع لمراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي، والدورة العشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والمقدمة من جانب بيرو.
وتناقش القمة جدول أعمال ذات طابع تنموي واقتصادي، بالإضافة إلي المساهمة في تحقيق السلام الدولي عن طريق نزع السلاح، وهناك عدد من القضايا يهتم بها الجانب العربى لإبرازها في مشروع البيان الختامي للقمة، والذي سيحمل «إعلان الرياض»، وفي مقدمة هذه القضايا النزاعات التي تشهدها بعض الدول العربية، بالإضافة إلى قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين.
ومشروع إعلان الرياض الذي يتم التحضير له منذ اشهر في اجتماعات في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، يشتمل على التعاون في المجال السياسى والاقتصادي والتجاري والشؤون الاجتماعية، لكن أهم القضايا التي يركز عليها الجانب العربي هي القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية.