IMLebanon

لا داعٍ لهذا المنسوب من الهلع  لكن على الحكومة رفع منسوب جديتها

    

… ولماذا هذا الهلع؟

ولماذا كل هذا التوتر؟

ومَن قال إننا نعيش في سويسرا أو في إحدى الدول السكندينافية؟

لا يا سادة، نحن نعيش في لبنان، نحن نعيش في البلد القائم على خط الزلازل السياسية والعسكرية والأمنية، نحن نعيش في البلد الذي لم تفارقه الحروب يوماً، فلماذا هذا الهلع؟

لنتذكَّر جيداً أنه قبل الحرب كانت هناك مهرجانات سياحية واحدة تقريباً هي مهرجانات بعلبك، في ظل الحروب المتلاحقة والمتعاقبة والمتتالية صارت لدينا عدة مهرجانات:

من بيت الدين، إلى جبيل، إلى صور، إلى ذوق مكايل، إلى الأرز، إلى أهدن، إلى جونيه، إلى قرطبا، إلى إهمج، فأين يكون الإستسلام حين يكون لدينا هذا الكَم من المهرجانات والأحداث السياحية؟

ثم لسنا وحدنا في العالم الذين نتعرَّض لأخطبوط الإرهاب:

من سوريا، إلى العراق، إلى تركيا، إلى الأردن، إلى مصر، إلى المغرب، إلى تونس. ومن فرنسا إلى بلجيكا، إلى ألمانيا، إلى بريطانيا، إلى روسيا، إلى الولايات المتحدة الأميركية، فهل توقفت الحياة في تلك الدول؟

ها هي فرنسا تتعرَّض لعمليات إرهابية منذ مطلع هذه السنة، فردَّت بالإصرار على إقامة بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم على أرضها.

لا دولة من تلك الدول عدَّلت في يومياتها، كل ما قامت به هو أنَّها ضاعفت من إجراءاتها الأمنيَّة على حدودها وفي مطاراتها وفي المنشآت الحيوية فيها، لكنها لم تُصَب بعوارِض الهلَع.

لكن المطالبة بعدم الخضوع للهلع، لا تكفي، المطلوب أيضاً تحصين الوضع الداخلي، وهذا لا يكون إلا من خلال إتخاذ سلسلة من الإجراءات الشفافة والمجدية وعدم الإستعراضية:

في فرنسا إجراءات وإحتياطات لكن الناس لم يتوقفوا عن إرتياد الأماكن العامة والمراكز التجارية والأسواق والمعالِم السياحية. يفعلون ذلك لأنَّهم يثقون بالإجراءات وبالسلطة السياسية.

في لبنان يثق الناس بالإجراءات لكنهم لا يثقون بالسلطة السياسية التي تُشكّل بالنسبة إليهم سبباً من أسباب الهلع.

لا يمكن لبضعة إرهابيين أن يكونوا أقوى من إرادة الناس وتصميم الأجهزة، فالناس والأجهزة هُم الأكثرية، فيما الإرهابيون هم الأقليَّة.

لكن، لتبقى هذه المعادلة قائمة، لا بدَّ من إعطاء الدعم للناس ليحافظوا على منسوب الثقة لديهم، وهذه الثقة هي التي تولِّد الإستقرار، فعلى سبيل المثال لا الحصر، هل يُعقَل أن تكون الحكومة في إجازة إلى منتصف هذا الشهر؟

هل هكذا تواكب التطورات المتسارعة في لبنان والمنطقة والعالم؟

هل هكذا تواجه الإستحقاقات الأمنية والعسكرية والإرهابية وحتى البيئية؟

لا، ليس هكذا تكون المواجهة، وليس بالإجازات يمكن طمأنة المواطن.